يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (٥٤) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (٥٥) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (٥٦) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً (٥٧) وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٥٨) وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (٥٩) وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠))
القراآت : (لِيَذَّكَّرُوا) من الذكر وكذلك في «الفرقان» : حمزة وعلي وخلف. الآخرون بتشديد الذال والكاف من التذكر. (كَما يَقُولُونَ) على الغيبة : ابن كثير وحفص عما تقولون على الخطاب : حمزة وعلي وخلف. (تُسَبِّحُ) بتاء التأنيث : أبو عمرو وسهل ويعقوب وحمزة وعلي وخلف وعاصم غير أبي بكر وحماد والمفضل والخزاز عن هبيرة. الآخرون على التذكير (أَإِذا أَإِنَّا) القول فيه كما مر في «الرعد» وكذلك في آخر هذه السورة وفي سورة «قد أفلح» وفي سورة السجدة.
الوقوف : (لِيَذَّكَّرُوا) ط (نُفُوراً) ه (سَبِيلاً) ه (كَبِيراً) ه (فِيهِنَ) ط (تَسْبِيحَهُمْ) ط (غَفُوراً) ه (مَسْتُوراً) لا للعطف (وَقْراً) ط (نُفُوراً) ط (مَسْحُوراً) ه (سَبِيلاً) ه (جَدِيداً) ه (حَدِيداً) لا (صُدُورِكُمْ) ج للفاء مع أن السين للاستئناف (يُعِيدُنا) ط (أَوَّلَ مَرَّةٍ) ج لما قلنا (مَتى هُوَ) ط (قَرِيباً) ه (قَلِيلاً) ه (أَحْسَنُ) ط (بَيْنَهُمْ) ط (مُبِيناً) ه (أَعْلَمُ بِكُمْ) ه (يُعَذِّبْكُمْ) ط (وَكِيلاً) ط (وَالْأَرْضِ) ط (زَبُوراً) ه (شَدِيداً) ط ه (مَسْطُوراً) ه (الْأَوَّلُونَ) ط لأن الواو للاستئناف (فَظَلَمُوا بِها) ط (تَخْوِيفاً) ه (بِالنَّاسِ) ط (فِي الْقُرْآنِ) ط الكل لما مر. (وَنُخَوِّفُهُمْ) لا لصحة عطف المستقبل على المستقبل (كَبِيراً) ه.
التفسير : لما بين أنواع الحكم ومكارم الأخلاق ذكر غاية مظلومية الإنسان وجهوليته فقال : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) أي بينا أحسن بيان لأن من حاول بيان شيء فإنه يصرف كلامه من نوع إلى نوع ومن مثال إلى مثال حتى ينتهي به إلى ما هو مراده من الإيضاح. ومفعول التصريف متروك أي أوقعنا التصريف (فِي هذَا الْقُرْآنِ) أو محذوف للعمل به والمراد