الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا (٦٣) وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥))
القراءات : (رَبِّي إِنَّهُ) بفتح الياء : أبو جعفر ونافع وأبو عمرو (مُخْلَصاً) بفتح اللام : حمزة وعلي وخلف وعاصم غير المفضل. الباقون بكسرها. إبراهام وما بعده : هشام والأخفش عن ابن ذكوان إذا ابتلي بالياء التحتانية وكذلك في سورة الحج : قتيبة (نُورِثُ) بالتشديد : رويس.
الوقوف : (إِبْراهِيمَ) ط (نَبِيًّا) ه (شَيْئاً) ه (سَوِيًّا) ه (لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ) ط (عَصِيًّا) ه (وَلِيًّا) ه (يا إِبْراهِيمُ) ط ج وقد يوصل ويوقف على (آلِهَتِي). (مَلِيًّا) ه (سَلامٌ عَلَيْكَ) ج للابتداء بسين الاستقبال مع أن القائل واحد (لَكَ رَبِّي) ط (حَفِيًّا) ه (وَأَدْعُوا رَبِّي) ز لانقطاع النظم والوصل أولى لأن عسى لطمع الإجابة بالدعاء (شَقِيًّا) ه (مِنْ دُونِ اللهِ) لا لأن ما بعده جواب لما (وَيَعْقُوبَ) ط (نَبِيًّا) ه (نَبِيًّا) ه (عَلِيًّا) ه (مُوسى) ز للابتداء بأن مع أن المراد بالذكر إخلاص موسى (نَبِيًّا) ه (نَجِيًّا) ه (نَبِيًّا) ه (إِسْماعِيلَ) ز لما مر (نَبِيًّا) ه ج للأية مع العطف (وَالزَّكاةِ) ط (مَرْضِيًّا) ه (إِدْرِيسَ) ز (نَبِيًّا) ه (عَلِيًّا) ه (مَعَ نُوحٍ) ز على تقدير ومن ذريته إبراهيم وما بعده قوم إذا تتلى عليهم ، وكذا وجه من وقف على (ذُرِّيَّةِ آدَمَ) أو على (إِسْرائِيلَ) والأصح أن الكل عطف على ذرية آدم والوقف على قوله : (وَاجْتَبَيْنا) لئلا يحتاج إلى الحذف وليرجع ثناء السجود والبكاء إلى الكل (وَبُكِيًّا) ه (غَيًّا) ه (شَيْئاً) ه لا بناء على أن (جَنَّاتِ) بدل من (الْجَنَّةَ) ه (بِالْغَيْبِ) ط (مَأْتِيًّا) ه (سَلاماً) ه (وَعَشِيًّا) ه (تَقِيًّا) ه (بِأَمْرِ رَبِّكَ) ج لاختلاف الجملتين (ذلِكَ) ج لأن قوله : (وَما كانَ) معطوف على (نَتَنَزَّلُ) مع وقوع العارض (نَسِيًّا) ج ه ، لأن ما بعده بدل أو خبر مبتدأ محذوف (لِعِبادَتِهِ) ط (سَمِيًّا) ه.
التفسير : إن الذين أثبتوا معبودا سوى الله منهم من أثبت معبودا حيا عاقلا كالنصارى ، ومنهم من عبد معبودا جمادا كعبدة الأوثان ، وكلا الفريقين ضال إلا أن الفريق الثاني أضل. وحين بين ضلال الفريق الأول شرع في بيان ضلال الفريق الثاني تدرجا من الأسهل إلى الأصعب. وإنما بدأ بقصة إبراهيم عليهالسلام لأنه كان أبا العرب وكانوا مقرين بعلوّ شأنه وكمال دينه فكأنه قال لهم : إن كنتم مقلدين فقلدوه في ترك عبدة الأوثان