(سورة انفطرت مكية حروفها ثلاثمائة وسبعة وعشرون كلماتها ثمانون آياتها ١٩)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (٨) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (١٢) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩))
القراآت فجرت بالتخفيف: ابن شنبوذ عن أهل مكة (فَعَدَلَكَ) مخففا: يزيد وحمزة وعلي وخلف وعاصم غير المفضل (رَكَّبَكَ كَلَّا) مدغما: أبو عمرو وقتيبة عنه يكذبون على الغيبة: يزيد يوم لا بالرفع: ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب. الآخرون: بالفتح.
الوقوف (انْفَطَرَتْ) ه كـ (انْتَثَرَتْ) ه كـ (فُجِّرَتْ) ه كـ (بُعْثِرَتْ) ه كـ (وَأَخَّرَتْ) ه ط (الْكَرِيمِ) ه لا (فَعَدَلَكَ) ه ط بناء على أن الظرف بعده متعلق بـ (رَكَّبَكَ) ومن خفف (فَعَدَلَكَ) لم يقف بناء على أنه جعل «في» بمعنى «إلى» أي فعدلك إلى أي صورة ما شاء (رَكَّبَكَ) ه ط بناء على أن «كلا» توكيد لتحقيق بل ومن جعله ردعا عن الاعتراف لم يقف (بِالدِّينِ) ه ج لاحتمال ما بعده الحال والاستئناف والوصل أجوز إلا من قرأ يكذبون على الغيبة فإنه يقف مطلقا للعدول (لَحافِظِينَ) ه لا (كاتِبِينَ) ه كـ (تَفْعَلُونَ) ه (نَعِيمٍ) ه ج (جَحِيمٍ) ه ج لاحتمال أن ما بعده مستأنف أو صفة جحيم (بِغائِبِينَ) ه ط لابتداء النفي أو الاستفهام (الدِّينِ) ه (يَوْمُ الدِّينِ) ه لا لمن قرأ يوم بالنصب أي ذلك في يوم ومن رفعه على أنه بدل من يوم الدين فلا وقف. (شَيْئاً) ط (لِلَّهِ) ه ط.
التفسير: إنه سبحانه يذكر طرفا آخر من أشراط الساعة في هذه السورة. فأوّلها انفطار السماء أي انشقاقها كقوله في الفرقان (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان: ٢٥] وكما