(سورة والشمس وهي مكية حروفها مائتان وستة وأربعون
كلمها أربع وخمسون آياتها خمس عشرة)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماءِ وَما بَناها (٥) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها (١٥))
القراآت: (تَلاها) و (طَحاها) مثل (دَحاها) [الآية: ٣٠] في «النازعات» فلا يخاف بالفاء وضم الياء: أبو جعفر ونافع وابن كثير بناء على أن (قَدْ أَفْلَحَ) جواب القسم واللام محذوف أي لقد أفلح.
الوقوف: (وَضُحاها) ه لا (تَلاها) ه كـ (جَلَّاها) ه كـ (يَغْشاها) ه كـ (بَناها) ه كـ (طَحاها) ه كـ (سَوَّاها) ه لا ص (وَتَقْواها) ه لا (زَكَّاها) ه كـ (دَسَّاها) ه ط (بِطَغْواها) ه ط لأن الظرف يتعلق بـ (كَذَّبَتْ) أو بالطغوى (أَشْقاها) ه (وَسُقْياها) ه (فَعَقَرُوها) م كـ (فَسَوَّاها) ه ط (عُقْباها) ه.
التفسير: قال النحويون: إن في ناصب (إِذا تَلاها) وما بعده إشكالا لأن «ما» سوى الواو الأولى إن كن للقسم لزم اجتماع أقسام كثيرة على مقسم به واحد وهو مستنكر عند الخليل وسيبويه ، لأن استئناف قسم آخر دليل على أن القسم الأول قد استوفى حقه من الجواب فيلزم التغليظ ، وإن كن عاطفة لزم العطف على عاملين بحرف واحد وذلك أن حرف العطف ناب عن واو القسم المقتضي للجر وعن الفعل الذي يقتضي انتصاب الظرف. والجواب أنا نختار الثاني ولزوم العطف على عاملين ممنوع لأن حرف العطف ناب عن واو القسم النائب عن الفعل المتعدّي بالباء ، وكما أن واو القسم تعمل الجر في القسم والنصب