(سورة والليل مكية حروفها ثلاثمائة وعشرة
كلمها إحدى وسبعون آياتها إحدى وعشرون)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (٢) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (١١) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١))
القراآت: نارا تلظى بتشديد التاء: البزي وابن فليح.
الوقوف: (يَغْشى) ه لا (تَجَلَّى) ه لا (وَالْأُنْثى) ه لا (لَشَتَّى) ه ط (وَاتَّقى) ه لا (بِالْحُسْنى) ه لا (لِلْيُسْرى) ه ط (وَاسْتَغْنى) ه لا (بِالْحُسْنى) ه لا (لِلْعُسْرى) ط (تَرَدَّى) ه ط (لَلْهُدى) ه ز للعطف مع رعاية جانب «أنّ» والوصل أجوز لإتمام الكلام (وَالْأُولى) ه (تَلَظَّى) ه ج لأن ما بعده صفة أو استئناف (الْأَشْقَى) ه لا (وَتَوَلَّى) ه ط (الْأَتْقَى) ه لا (يَتَزَكَّى) ه ج لأن ما بعده استئناف أو حال (تُجْزى) ه (الْأَعْلى) ه ج لاختلاف الجملتين (يَرْضى) ه.
التفسير: هذه السورة نزلت باتفاق كثير من المفسرين في أبي بكر وفي أبي سفيان ابن حرب أو أمية بن خلف ، إلا أن المعنى على العموم لقوله تعالى (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَنْذَرْتُكُمْ) ومفعول (يَغْشى) محذوف وهو إما الشمس كقوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) [الآية: ٤] أو النهار أو كل شيء يمكن تواريه بالظلام. أقسم سبحانه بالليل والنهار اللذين بتعاقبهما يتم أمر المعاش والراحة مع أنهما آيتان في أنفسهما. ومعنى (تَجَلَّى) ظهر بزوال ظلمة الليل وتبين بطلوع الشمس ثم بذاته الذي خلق كل شيء ذي روح لأن الروح إما ذكر