(سورة لم يكن مدنية حروفها ثلاثمائة وستة وتسعون
كلمها أربع وتسعون آياتها ثمان)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (٢) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣) وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (٤) وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (٧) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (٨))
القراآت البريئة بالهمزة نافع وابن ذكوان.
الوقوف: (الْبَيِّنَةُ) لا (مُطَهَّرَةً) ه كـ (قَيِّمَةٌ) ه كـ (الْبَيِّنَةُ) ه ط (الْقَيِّمَةِ) ه ط (فِيها) ط (الْبَرِيَّةِ) ه ط (الصَّالِحاتِ) ه لا (الْبَرِيَّةِ) ه ط (أَبَداً) ط (عَنْهُ) ط (رَبَّهُ) ه
التفسير: استصعب بعض العلماء ومنهم الواحدي حل هذه الآية لأنه تعالى لم يبين أنهم منفكون عن أي شيء إلا أن الظاهر أنه يريد انفكاكهم عن كفرهم ، ثم إنه فسر البينة بالرسول صلىاللهعليهوسلم ومعلوم أن «حتى» لانتهاء الغاية ، فالآية تقتضي أنهم صاروا منفكين عن كفرهم عند إتيان الرسول وهذا ينافي قوله (وَما تَفَرَّقَ) الآية. والجواب على ما قال صاحب الكشاف ، أن هذه حكاية كلام الكفار ، وتقديره أن الكفار من الفريقين أهل الكتاب وعبدة الأوثان كانوا يقولون قبل مبعث النبي صلىاللهعليهوسلم: لا ننفك عما نحن فيه من ديننا ولا نتركه حتى يبعث النبي صلىاللهعليهوسلم الموعود الذي هو مكتوب في التوراة والإنجيل وهو محمد صلىاللهعليهوسلم فحكى الله تعالى ما كانوا يقولونه. ثم قال (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) يعني أنهم كانوا يعدون اجتماع الكلمة والإنفاق على الحق إذا جاءهم الرسول. ثم ما فرقهم عن الحق ولا أقرهم