(سورة الإخلاص مكية حروفها سبعة وسبعون كلمها خمس عشرة آياتها أربع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤))
القراآت: كان أبو عمرو يستحب الوقف على قوله (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وإذا وصل كان له وجهان من القراءة: أحدهما التنوين وكسره ، والثاني حذف التنوين كقراءة عزيز بن الله لاجتماع الساكنين ، وكل صواب وكفؤا بالسكون والهمزة: حمزة وخلف وعباس والمفضل وإسماعيل ورويس عن يعقوب. وكان حمزة يقف ساكنة الفاء ملينة الهمزة ويجعلها شبه الواو اتباعا للمصحف. وقرأ حفص غير الخراز مثقلا غير مهموز. الباقون: مثقلا مهموزا.
الوقوف: (أَحَدٌ) ه ج لاحتمال أن ما بعدها جملة أخرى أو خبران آخران (الصَّمَدُ) ه ج لمثل ذلك (وَلَمْ يُولَدْ) لا (أَحَدٌ) ه.
التفسير: قد وردت الأخبار الكثيرة بفضل سورة الإخلاص وأنها تعدل ثلث القرآن فاستنبط العلماء لذلك وجها مناسبا وهو أن القرآن مع غزارة فوائده اشتمل على ثلاثة معان فقط: معرفة ذات الله تعالى وتقدّس ، ومعرفة صفاته وأسمائه ، ومعرفة أفعاله وسننه مع عباده. ولما تضمنت سورة الإخلاص أحد هذه الأقسام الثلاثة وهو التقديس ، وازنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بثلث القرآن. وعن أنس أن رجلا كان يقرأ فى جميع صلاته «قل هو الله أحد» فسأله الرسول صلىاللهعليهوسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله إني أحبها فقال: حبك إياها يدخلك الجنة. أما سبب نزولها فعن أبيّ بن كعب أن المشركين قالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى هذه السورة. وعن عطاء عن ابن عباس قال: قدم وفد نجران فقالوا: صف لنا ربك أزبر جد أم ياقوت أم ذهب أم فضة. فقال: إن ربي ليس من شيء لأنه خلق الأشياء فنزلت (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فقالوا: هو واحد وأنت واحد فقال (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى: ١١] قالوا: زدنا من الصفة. قال