(١٠١٣) البرهان على أن القوى ما (٥٦) لم يصدر عنها فعل ، فلا يجوز أن يكون لها وجود ـ إن عني بالقوى القوى كيف اتفقت ، فلا يجوز أن يكون لها وجود قوة ، وأما أنه لا يجوز أن يكون لها وجود أصلا فلعله غير واجب أو فيه نظر ؛ فلعل نفوسا عقولها هيولانية صرفة لا تبطل ولا فعل لها فليتأمل الحال في هذا. وأما القوى الجسمانية (٥٧) الحساسة والمتخيلة والمحركة فإن ذواتها منطبعة في المواد ولا يصل إليها ما يصل إلا منقسما غير مجرد ، وقد تبين في البذور وغيرها (٥٨) أنه لا يجوز أن تكون قوة أو صورة أو عرض يخالط ويفارق.
(١٠١٤) لو كان المعنى معقولا لأنه معنى في نفسه لا بشرط تجريد وغير تجريد ، لكان معقول (٥٩) في المحسوس ولكانت المادة العنصرية عاقلة لوجود المعنى فيها من حيث هو معنى. فالمعنى معقول من حيث هو مجرد عن الأعراض اللاحقة بحسب الموضوع في الأعيان.
(١٠١٥) لو كان المعنى إنما يكون معقولا إذا جرّد عن الموضوعات والمقارنات كلها [لما كان إذن البتة] (٦٠) القوة العاقلة معقولا ، لأنه حينئذ مقرون بغير (٦١) ذاته وحقيقته ، وليس بمجرد كل التجريد التام. فالمعنى إنما هو معقول بالفعل إذا جرّد بحسب اللواحق الخارجة دون مقارنة القوى العاقلة ، فهو باعتبار التجريد الخارج مهيّأ التهيئة القريبة لأن يعقل ، وباعتبار المقارنة معقول بالفعل.
(١٠١٦) كون المعنى معقولا بالفعل جزء من كونه معقولا بالفعل لي (٦٢) ، كما يكون المعنى البسيط جزءا من المعنى المركب وهو جزء بالفعل.
(١٠١٧) الاختلاف في المعقول بالفعل يجب أن يكون من حيث هو مركب ، وأما من حيث البساطة فلا يجوز أن يكون اختلاف ، لأن المعقول بالفعل
__________________
(٥٦) لر : مما.
(٥٧) «الجسمانية» ساقطة من لر.
(٥٨) «وغيرها» ساقطة من لر.
(٥٩) لر : معقولا. (٦٠) لر : كما كان اذا لبسته.
(٦١) لر : لغير. (٦٢) «لى» ساقطة من لر.
__________________
(١٠١٣) راجع الرقم (١٧٥).
(١٠١٤ ـ ١٠١٥ ـ ١٠١٦ ـ ١٠١٧) راجع الرقم ٧٣١.