وحدة شخصيّة. (٧٥)
(٦٣) ثمّ كيف يمكن أن يقال : «إن الوصول إلى الشعور بالذات إنّما هو بالحسّ»؟ [٨ آ] ـ والحسّ ينال الظاهر الذي ليس هو الذات المشعور بها ، والأعضاء الباطنة السليمة لا تتحاسّ ـ وإن تلاقت ـ. [ولا النفس السليم ، فإن النفس السليم ـ المطلق السلامة] (٧٦) ـ هو الذي لا يحسّ بحركة الأعضاء فيه.
(٦٤) وكيف يمكن أن يقال (٧٧) : إنّه باستدلال (٧٨) من الأفعال؟ وذلك لأنّ الفعل إذا اخذ مطلقا دلّ على فاعل مطلق غير معيّن ، وإذا اخذ مقيّدا بالتشخيص (٧٩) ـ مثل : فعلي وفعلك ـ يكون المنسوب إليه جزء من مفهوم الفعل المقيّد ؛ والشعور بالجزء قبل الشعور بالكل.
(٦٥) وعلى أنّك تعلم من نفسك أن هذا الشعور لم تكتسبه من طريق الاستدلال من فعلك ، ولا من طريق الاستدلال من حالك إذا كان اعتبارك سديدا (٨٠) ، ومع هذا كلّه فليس هذا البيان ممّا يصلح لكل باحث ، بل هو بيان خاصّي مقصور النفع على أهل الفطانة ؛ ولقد أوردته على خلق من أصداد (٨١) الحكمة لهم فطانة فصاروا مثبتين للنفس أو واقفين مفكّرين ؛ وما كاد (٨٢) أكثرهم يذهب عليه «أنّ الإنسان في الحال المفروضة (٨٣) يشعر بذاته ، وأنّه (٨٤) لا يحتاج في الشعور بذاته إلى استدلال» وكان الشكّ إنّما يقع من جانب الحسّ ، فكان أدنى بيان لاستحالة ذلك يردهم إلى الإذعان أو التوقّف (٨٦) ، لكنّه قد كان يشيّع (٨٧) إنكار هذه الحجّة تهوّسات (٨٨) تليق بقوم :
__________________
(٧٥) ل : مشعور بها وحدة شخصية متحققة.
(٧٦) ى : ولا النفس السليمة ، فان للنفس السليمة المطلقة السلامة.
(٧٧) عشه : أن يقال فيه أنه.
(٧٨) ل : بالاستدلال.
(٧٩) عش ، ل ، م : بالشخص. د : بالشخيص.
(٨٠) ل : سديد.
(٨١) عشه ، ل ، م : أضداد. ب خ : أصناف. والصدّ (جمعه أصداد) : الجبل ، والسحاب المرتفع الذي تراه كالجبل.
(٨٢) عشه ، ل : وما كان
(٨٣) ل : المفروض.(٨٤) عشه : أو انه.
(٨٦) عشه : والتوقف. (٨٧) ش ، ه : شنع. ل ، ع كذا مهملة.
(٨٨) ب ، م مهملة. عشه : بتهوسات.