ويقول : لو فطنوا لأسرار (٥٩) كتاب ما بعد الطبيعة استحيوا من هذا النمط ، ولم يحوجوا (٦٠) إلى (٦١) أن يتكلّفوا ما لا وجه له من أن هذه المآخذ فيه سلوك طبيعي وسلوك (٦٢) إلهي ، فإن هذا الكتاب يختصّ بالسلوك الإلهي.
(١٤١) وقد فسّر هو هذا الكتاب تفسيرا مفردا يشتمل شرحه بحرف الألف الصغرى على قريب من جميع هذا التفسير المجلوب من مدينة السلام ثم لا يدخله مسئلة من مسائل فرع عنها في علم المنطق (٦٣) أو في العلم الطبيعي أو الرياضي ، ولا يتكرر (٦٤) فيه شيء ولا يطول فيه بيان ، بل (٦٥) بأوجز لفظ مع الاشتمال على المعاني ، وكثيرا ما (٦٦) يقول : يجب أن يأتي الشارح بجميع المقدمات المحتاج إليها ، ولا يحذف إلا ما لا يخفى حذفه ويبرد ايراده ، فإن أخرق (٦٧) الشارحين من يستعمل في شرحه مقدمات هي أخفى من مقدمات ما يشرحه أو مساوية لها في الخفاء ، وهذه الشروح التي أتتنا بالحقيقة أخفى من الفصوص (٦٨) دعاوي ، وأكثر خفائها للغلط.
(١٤٢) س ط ـ ما معني العقل بالقوة؟ فان الشيء الذي يدرك منا (٦٩) المعقولات [١٦ آ] قد بان أنه مجرد عن المادة ، وقد قيل : «إن كل مجرد عن المادة فهو عقل (٧٠)» فما معنى العقل بالقوة؟
__________________
(٥٩) ل : لا شراك.
(٦٠) ل : ولم يخرجوا. يحتمل قراءة ب أيضا كذلك.
(٦١) «إلى» ساقطة من ل.(٦٢) ل : شكوك.
(٦٣) ل : في المنطق أو في الطبيعي.
(٦٤) ل : ولا يكرر. (٦٥) «بل» ساقطة من ل.
(٦٦) ب ، د ، م : وكثير ما.
(٦٧) ل : أحدق. ل خ : أخرق.
(٦٨) كذا في ل. وفي ب : القصوص. والظاهر كون الصحيح : النصوص.
(٦٩) ج : يدرك بها.
(٧٠) ر : عقل بالفعل.
__________________
(١٤١) «الألف الصغرى» من كتب أرسطو في ما بعد الطبيعة. عرّبه إسحاق بن حنين.
(١٤٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٢ : «والنفس تتصور ذاتها ، وتصورها ذاتها يجعلها عقلا وعاقلا ومعقولا. واما تصورها لهذه الصور فلا يجعلها كذلك. فإنها في جوهرها في البدن دائما بالقوة عقل ...».