(١٤٣) فإن قيل : «إنه بالفعل عقل ، إلا أنه معوّق عن أفعاله باشتغاله (٧١) بالبدن» فكيف يكون البدن نافعا له في كثير من الأشياء؟ [لأنه إن كان ينتفع بالبدن] (٧٢) فليس يكفى في أن يكون الشيء (٧٣) عقلا تجرده عن المادة (٧٤).
(١٤٤) جط ـ ليس كل مجرّد عن المادة ـ كيف كان ـ عقلا بالفعل ، بل كل مجرد عن المادة ، التجريد التامّ ، حتى لا يكون المادة سببا (٧٥) لقوامه ، ولا بوجه ما سببا (٧٦) لحدوثه ، ولا سببا لهيئة بها يتشخّص (٧٧) ، ولتهيّؤ به (٧٨) يخرج إلى ضرب من الفعل.
(١٤٥) والبرهان الذي يقوم على أن كل مجرد عن المادة (٧٩) عقل بالفعل ، إنما يقوم على المجرد ؛ التجريد التام ؛ الذي لا توسط للمادة في هيئة تشخّصه ولا في هيئة استعداده (٨٠).
(١٤٦) ثم ليس من العجيب (٨١) المستنكر أن يكون الشيء الذي (٨٢) يمنع من شيء يمكّن من (٨٣) شيء ، والذي يشغل عن شيء يشغل بشيء (٨٤).
(١٤٧) ينظر في هذه المسائل من النسخة الصادرة إليه من كتاب الإشارات (٨٥).
(١٤٨) س ط فو (٨٦) ـ قيل : «إن العقل إذا حصلت فيه الصورة (٨٧) المعقولة
__________________
(٧١) ل : باشغاله. (٧٢) ع : الا (خ : لا) انه ان كان ينتفع به آخر.
(٧٣) «الشيء» ساقطة من عشه.
(٧٤) في هامش ب : حاشية : البدن عائق له مثلا في أن يلوح الحد الأوسط دفعة ، ونافع له في طلب الحد الأوسط بالفكر.
(٧٥) ل : سبب. (٧٦) ل : سبب.
(٧٧) عشه ، ل : يتشخص بها.
(٧٨) ر : ولتهيؤه ج : ويتهؤ به.
(٧٩) «عن المادة» ساقطة عن عشه.
(٨٠) عشه : استعدادها.
(٨١) ع ، ر : العجب. ع خ : العجيب.
(٨٢) «الذي» ساقطة من عشه. ر : التي يمتنع.
(٨٣) ر : في. (٨٤) عشه. ل+ لا والذي يشغل عن شيء لا يشغل عن شيء.
(٨٥) ج : ينظر في هذه المسائل في كتاب الإشارات.
(٨٦) كذا في ب.
(٨٧) حصل فيه الصور. ر : حصلت فيه الصور.
__________________
(١٤٨) الشفاء النفس ، م ٥ ، ف ٦ ، ص ٢١٣.