قلنا : فلم ينفعل العقل ـ وهو غير مادي ـ
ثم إنا هو ذي (١٨٦) نرى المادة تنفعل عن أشياء لا تنفعل الصورة عنها (١٨٧) ، كما تسخن وتبرد وتتخلخل وتتكاثف ، ولا تنفعل الصورة هذه الانفعالات ، فغير ممتنع أن تكون القوة العقلية وجودها في مادة ثم إنها (١٨٨) تنفعل عن المعقولات ولا تنفعل عنها المادة.
(١٨٦) ج ط ـ معنى الانفعال حصول أثر ما في الشيء ، وإذا (١٨٩) كان ذات ذلك الشيء في المادة حصل الأثر أيضا في تلك المادة ، فإن استحال حصول الأثر في المادة استحال حصوله فيما لا يحصل فيه إلا ويحصل في المادة.
(١٨٧) ثم قوله : «فلم ينفعل العقل وهو غير مادي؟» غير مسلّم ، فإن النفس مادة للمعقولات (١٩٠) وهي المنفعلة بالذات لا العقل ، إلا أنّا كثيرا ما نتوسّع فنقول : «العقل» ونعني به النفس الناطقة.
(١٨٨) وقوله : «إن المادة تسخن والصورة لا تسخن» إن عنى أن السخونة تعرض لاستعداد في المادة ليس في الصورة ، فهو صادق ـ لكنّه (١٩١) ليس فيه كلامنا بوجه ، فإن هاهنا من الأعراض ما تستعدّ له القوى الماديّة (١٩٢) أولا بمشاركة المادة (١٩٣) ككيفيّات الكميّات وأشياء من أعراض (١٩٤) مما عرفه أهل التحقيق. وإن عني أن السخونة تحدث مقارنة للمادة ـ دون الصورة ـ فذلك غير مسلّم ، بل تقارنهما جميعا ولكن لأحد هما باستعداد في الآخر (١٩٥).
__________________
(١٨٦) ل ، ر ، ج : هوذا.
(١٨٧) ل : لا تنفعل الصور عنها. عشه : لا تنفعل عنها الصورة. ج : ولا تنفعل الصورة عنها.
(١٨٨) ر : ثم انما.
(١٨٩) عش ، ل ، ر : فاذا كان.
(١٩٠) عشه ، ل : مادة المعقولات.
(١٩١) ل : ولكنه.
(١٩٢) في هامش ب : حاشية : القوى المادية أولا كالحركة. مثلا. وثانيا كالسرعة فيها.
(١٩٣) ل : اولا بمشاركة للمادة. ل خ : والمشاركة للمادة.
(١٩٤) ر : واسباب اعراض الاعراض. ج : واشياء من الاعراض.
(١٩٥) ر : في الأخس.
__________________
(١٨٦) راجع الرقم : (١٠٨٣).