وفي اختصاصه بالمعادن تردّد أشبهه : انّ الناس فيها شرع.
______________________________________________________
قال طاب ثراه : وفي اختصاصه بالمعادن تردّد ، أشبهه أن الناس فيها شرع.
أقول : المعادن جمع معدن بكسر الدال ، وهو كل ما استخرج من الأرض ممّا كان فيها ، واشتقاقه من (عدن) بالمكان ، إذا أقام فيه ، ومنه (جَنّاتُ عَدْنٍ) (١). والشرع ، السواء ، بتحريك الراء وسكونها ، ومنه الشرع المطهّر ، لاستواء المكلّفين فيه.
والمعادن قسمان : باطنة وهي التي تظهر بالعمل كالذهب والفضّة والحديد والنحاس والرصاص ، وظاهرة وهي التي لا يفتقر في إظهارها إلى عمل كالملح والنفط والقار والكبريت والكحل. فمن أصحابنا من أطلق القول بكون المعادن للإمام وجعلها من الأنفال ، كالمفيد (٢) ، وتلميذه (٣) ، والقاضي (٤) ، والشيخ في أحد قوليه (٥) ، والعلّامة في المختلف (٦) ، لكونه أولى بالمؤمنين ، ولظاهر الروايات.
ومنهم : من خصّه بما كان في ملكه (عليه السلام) ، كبطون الأودية ورؤوس الجبال والآجام ، دون غيرها ، وهو قول ابن إدريس (٧).
__________________
(١) سورة التوبة : الآية ٧٢.
(٢) المقنعة : ص ٤٥ ، باب الأنفال ، س ٢٢ ، قال : «والأنفال كل ارض فتحت» الى ان قال : س ٢٣ «والبحار والمفاوز والمعادن». انتهى
(٣) المراسم : ص ١٤٠ ، الخمس ، س ١٣ ، قال : «والأنفال له خاصة» ، الى ان قال : «الإجام والمفاوز والمعادن والقطائع».
(٤) المهذب : ج ١ ، ص ١٨٣ ، كتاب الخمس ، باب ذكر أرض الأنفال ، س ١٠ ، قال : «فجميع ذلك من الأنفال وهي للإمام (عليه السلام)».
(٥) المبسوط : ج ١ ، ص ٢٦٣ ، فصل في ذكر الأنفال ومن يستحقها قال : «الأنفال في كل أرض خربة باد أهلها ، وكل ارض لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب أو سلّمها أهلها طوعا بغير قتال ورؤوس الجبال وبطون الأودية» الى آخره. وكذا قال في النهاية : ص ١٩٩ ، ولم يذكر المعادن فلاحظ.
(٦) المختلف : ص ٢٠٦ ، س ٣٦ ، قال بعد نقل الأقوال : «والأقرب الإطلاق».
(٧) السرائر : ص ١١٦ ، باب ذكر الأنفال ومن يستحقها ، س ٩ ، قال : «والمعادن التي في بطون الأودية ممّا هي له».