ما أعظم موقفها عليهاالسلام وأعظم مصابها برزية الامام ، مما يكشف عن مدى إيمانها ورسوخ اعتقادها وولاءها الوثيق وحبها الذي لا يوصف للحسين عليهالسلام ، ولطالما كانت تقول : ليت أولادي جميعاً قتلوا وعاد أبو عبد الله الحسين عليهالسلام سالماً.
إنّ شدة حبها للحسين يكشف عن علو مرتبتها في الايمان وقوة معرفتها بمقام الامامة بحيث تستسهل شهادة أولادها الأربعة ـ وهم لا نظير لهم أبداً ـ في سبيل الدفاع عن إمام زمانها (١).
قال السيد محمد كاظم الكفائي :
أم على أشبالها أربع |
|
جاءت لبشر وبه تستعين |
وتحمل الطفل على كتفها |
|
تستهدي فيه خبر القادمين |
ملهوفة مما بها من أسى |
|
ترى بذاك الجمع شيئاً دفين |
فقال يا أم ارجعي للخبا |
|
وابكي بنيك قتلوا أجمعين |
فما انثنت وما بكت أمهم |
|
وخاب منه ظنه باليقين |
كأنها الطود وما زلزلت |
|
وحق أن تجري لهم دمع عين |
فقال يا أم البنين اعلمي |
|
بأن عباساً قتيلاً طعين |
قالت طعنت القلب مني فقل |
|
النفس والدنيا وكل البنين |
نمضي جميعاً كلنا للفنا |
|
نكون قرباناً فدىً للحسين |
فقال يا أم البنين البسي |
|
ثوب حداد الحزن لا تنزعين (٢) |
كانت أم البنين عليهاالسلام من النساء الفاضلات العارفات بحقّ أهل البيت عليهمالسلام مخلصة
__________________
(١) أنظر : تنقيح المقال ٣ / ٧٠.
(٢) أم البنين للسيد الكفائي : ٨٢.