ومن المنتسبين إلى ذلك البيت الطاهر الذي أذن الله أن يرفع فيه اسمه «أم البنين عليهاالسلام» ، فانها في الطليعة من أولئك الذين بذلوا في الله ما عزّ لديهم وهان حتى اتصلت النوبة إلى أولادها وفلذة كبدها ، بل أذهبت نفسها في زفراتها الحارة على الحسين وآله عليهمالسلام ، فكان ذلك كلّه نصب عينه ـ تعالى ذكره ـ فأجرى الله سنته الجارية في الصديقين فيها بأجلى مظاهرها ؛ ولذلك تجد المؤمنين في أصقاع الأرض يتوسلون بها إلى الله ، ويستشفعون بها في حاجاتهم في آناء الليل وأطراف النهار ، ويجعلونها باباً من أبواب رحمة الله ، فيطرقه أرباب الحوائج من عاف يستمنحه بره ، إلى علن يتطلب عافيته ، إلى مضطهد يتحرى كشف ما به من غم ، إلى خائف ينضوي إلى حمى أمنه ، إلى أنواع من أهل المقاصد المتنوعة ، فينكفأ فلج الفؤاد بنجح طلبته ، قرير العين بكفاية أمره ، إلى منتجز باعطاء سؤله ، كلّ هذا ليس على الله بعزيز ، ولا من المقربين من عباده ببعيد.
يقول المؤلف : حدّث العالم الفقيه آية الله الحاج السيد محمد الحسيني الشيرازي قدسسره في تاريخ ٢٧ ذي الحجة الحرام سنة (١٤١٦) ضمن حديثه عن عظمة شخصية أبي الفضل العباس عليهالسلام :
رأى أحد العلماء في عالم المكاشفة قمر بني هاشم أبا الفضل العباس عليهالسلام وقال له : سيدي إن لي حاجة فبمن أتوسل حتى تقضى حاجتي؟
فأجابه عليهالسلام : توسل بأمي أم البنين عليهاالسلام.
ونحن نذكر هنا بعض الختومات وآداب التوسل بتلك السيدة المباركة من المجربات التي رويت عن بعض الأساطين :