القسم الثاني
مسجد النبي صلىاللهعليهوآله
إنّ النبي صلىاللهعليهوآله لمّا قدم إلى المدينة مهاجراً ، القى زمام ناقته فمشت حتى بركت عند باب المسجد ، فقال صلىاللهعليهوآله : «هذا المنزل إن شاء الله».
ثم أخذ في النزول فقال : (وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) ، وبنى مسجده على أرض تقدر مساحتها بـ «٣٥ × ٣٠» متر ، وأقامه على عشرة أساطين من جذوع النخل ، وزاد فيه السنة السابعة للهجرة حتى صار مربعاً.
واستمر الخلفاء والسلاطين في توسيعه وإعماره جيلاً بعد جيل حتى بلغ اليوم ـ وبعد ألف وأربعمائة سنة من الهجرة ـ «١٦٣٢٦» متراً ، وكانت آخر توسعة له في العهد السعودي زهاء «٦٠٢٤» متراً.
وكان لهذه التوسعات أثراً بالغاً في دثر معالم المسجد الذي بناه النبي صلىاللهعليهوآله بيديه الكريمتين وبأيدي أصحابه ، إلّا أنّه ـ ومن حسن الحظ ـ لا زالت المعالم الأصلية من قبيل موضع حجراته صلىاللهعليهوآله وحدوده الأصلية محددة من خلال تعليم الاسطوانات المنصوبة في الجهات الأربعة في المسجد (١).
__________________
(١) أنظر : ما يخص المسجد النبوي الأعظم مفصلاً في وفاء الوفاء ١ / ٣٢٢ الباب الرابع.