شريكات أم البنين عليهاالسلام
إنّ لفاطمة الزهراء عليهاالسلام خصائص كثيرة تفوق فيها على الرجال فضلاً عن النساء ، فلا يمكن والحال هذه أن نجعل الصديقة في صفّ واحد مع باقي نساء أمير المؤمنين عليهالسلام ونعتبرهن شريكات لها وذلك لأنها :
أولاً : معصومة ، وقد ثبت أنّ المعصومة لا يتزوجها إلّا معصوم ، ولو جاز للزم القول بجعل السبيل للفاسق على المعصومة ، وهو خلاف رضا الله تعالى ، ويأبى الله المنان أن يجعل أمته المطيعة في حكم الرجل العاصي ، نعم ؛ يجوز العكس ، فللأنبياء والأئمة عليهمالسلام أن يتزوجوا غير المعصومات.
وإنّما قلنا أنّ المعصومة لا يتزوجها إلّا معصوم لأنّ المعصومة مصيبة وغير المعصوم مخطىء ، وذو العصمة أشرف من غيره ، ولا يجوز لأهل الصواب أن يدخلوا في حبائل أهل الخطاء وفرض إطاعة المخطىء ينافي رضا الحق كما ذكرنا.
وثانياً : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأمر أمير المؤمنين عليهالسلام أحياناً فيقول : يا علي أطع فاطمة ويأمر فاطمة فيقول : أطيعي علياً.
وإنّما يأمر علياً بطاعتها لعصمتها وصواب رأيها ولأنها لا تخطأ ، وكأنّ رأي فاطمة رأي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولذا قال عليهالسلام : «عاشرت فاطمة تسع سنين فلم تسخطني ولم أسخطها».