الوديعة ، وأخذت الرهينة ، وأخلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله.
أمّا حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، وهم لا يبرح من قلبي ، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم ، كمد وقيح ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق بيننا ، وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هظمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً ، وستقول ويحكم الله ، وهو خير الحاكمين.
والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم ، فان انصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.
واهاً واهاً ، والصبر أيمن وأجمل ، ولو لا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية.
فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً ، وتهضم حقها ، ويمنع إرثها ، ولم يتباعد العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، وإلى الله ـ يا رسول الله ـ أحسن العزاء ، صلى الله عليك وعليهاالسلام والرضوان (١).
عن الصادق عليهالسلام في حديث طويل : ... فلمّا أصبح أبو بكر وعمر .. فلقيا رجلاً من قريش فقالا له : من أين أقبلت؟
قال : عزّيت علياً بفاطمة.
قالا : وقد ماتت؟
قال : نعم ، ودفنت في جوف الليل ...
__________________
(١) البحار ٤٣ / ١٩٤.