بعد أن توفيت ريحانة الرسول صلىاللهعليهوآله وسيدة نساء العالمين البتول ، شهيدة في سبيل الله ودفاعاً عن الولاية والامامة ، وكان مصاب بضعة المصطفى قد هدّ ركنه عليهالسلام ـ دعى أمير المؤمنين عليهالسلام أخاه عقيلا ـ وكان نسابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم وقال له :
انظر لي إمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب ، من ذوي البيوت والنسب والحسب والشجاعة ؛ لكي أصيب منها ولداً يكون شجاعاً وعضداً ، ينصر ولدي هذا ، وأشار إلى الحسين عليهالسلام يواسيه في طف كربلا (١).
وذلك مراد أمير المؤمنين عليهالسلام من البناء على إمرأة ولدتها الفحولة من العرب ، فان الآباء لابد وأن تعرق في البنين ذاتياتها وأوصافها. فاذا كان المولود ذكراً بانت فيه هذه الخصال الكريمة ، وإن كانت أنثى بانت في أولادها. وإلى هذا أشار صاحب الشريعة الحقة بقوله : «الخال أحد الضجيعين فتخيروا لنطفكم».
وقد ظهرت في أبي الفضل الشجاعتان :
__________________
(١) أنظر : بطل العلقمي للمظفر ١ / ٩٧ ـ ٩٨ ، تنقيح المقال للمامقاني ٢ / ١٢٨.