مضى عقيل بن أبي طالب عليهماالسلام في مهمته بأمر أخيه أمير المؤمنين عليهالسلام حتى ورد بيت حزام بن خالد ضيفاً على فراش كرامته ، وكان خارج المدينة ...
فقال له عقيل : جئتك بالشرف الشامخ والمجد الباذخ.
فقال حزام : وما هو يابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : جئتك خاطباً.
قال : من لمن؟
قال عقيل : أخطب ابنتك الحرة فاطمة إلى أمير المؤمنين عليهالسلام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
فلما سمع حزام هشّ وبشّ ثم قال : بخ بخ بهذا النسب الشريف والحسب المنيف ، لنا الشرف الرفيع والمجد المنيع بمصاهرة ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآله وبطل الاسلام وقاسم الجنة والنار ، ولكن ـ يا عقيل ـ أنت جدّ عليم ببيت سيدي ومولاي ، إنه مهبط وحي ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وأنّ مثل أمير المؤمنين عليهالسلام ينبغي أن تكون له إمرأة ذات معرفة عن علم ، وآداب في ثقافة ، وعقل مع أخلاق حسنة ، حتى تكون صالحة لشأنه العالي ومقامه السامي ، وإنّ ابنتنا من أهل القرى والبادية ، وأهل البادية غير أهل المدينة ، ولعلها غير صالحة لأمير المؤمنين عليهالسلام.
فقال عقيل : يا حزام إنّ أخي يعلم بكلّ ما قلته ، وأنّه يرغب في التزويج بها.
فقال حزام : إذاً تمهّل حتى أسأل عنها أمها ـ ثمامة بنت سهل ـ هل تصلح لأمير المؤمنين عليهالسلام أم لا؟ فانّ النساء أعلم ببناتهن من الرجال في الأخلاق والآداب.
قام حزام من محلّه وجاء ليسأل ، فلما قرب من المنزل واذا هو يرى فاطمة