وقد لا يهتم بالظروف التي ينثر فيها بذره من زمان أو مكان أو غيرها ، والحال أنّ كل هذه الظروف لها أثر فعال على النطفة ونشؤها وحياة المتولد منها.
فلربما كان الجماع في بعض الأوقات ينتج نطفة يتولد منها شقي يبغض الدين وأهله ، كما لو جامع أهله وهي حائض ، فقد ورد أن أمير المؤمنين عليهالسلام قال عن ابن ملجم (قاتله) : إنّ أمه حملت به وهي حائض.
ولربما أدى الجماع في بعض الأوقات إلى خروج الولد ناقصاً ، أو سيء الخلق ، أو شقي ، أو قاسي القلب ، كما لو جامع أهله ليلة عيد الأضحى أو ليلة النصف من شعبان.
ولربما كان الجماع في بعض الأوقات أو الحالات سبباً لخروج الولد أعمى القلب بخيل اليد ، كما لو جامع أهله وهي حامل وهو على غير وضوء.
فقد ورد عنهم عليهمالسلام : «إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلّا وأنت على وضوء فانه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد ..» (١).
لأنّ نطفة المؤمن محترمة ، فلا ينبغي له أن يقارب زوجته إلا بعد الطهارة ، تماماً كما ينبغي له الوضوء إذا أراد دخول المسجد و «المؤمن أعظم حرمة من الكعبة» (٢).
وروي عنهم عليهمالسلام : لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وتلألوئها إلّا أن ترخي ستراً فيستركما ، فانه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت.
__________________
(١) المصدر نفسه.
(٢) الخصال ١ / ٢٧ باب المؤمن أعظم حرمة من الكعبة ح ٩٥ وما بعده ، مشكاة الأنوار : ٨٣ الفصل الرابع ١٩٣ في آداب المعاشرة.