التختم من السنن الشرعية ، وهو زينة للانسان ، وفيه من المنافع المعنوية والنفسية والقيم الجمالية الشيء الكثير.
وكان في سالف الزمان لكلّ فرد خاتم ينقش عليه كلمة أو عبارة خاصة تعد بمثابة «الختم» في العصور المتأخرة ، فكما يضرب بالختم في نهاية الكتاب الرسمي أو ما شاكل لتأكيد الانتساب ، كان الخاتم في ذلك الزمان يؤدي نفس الدور.
وقد روى لنا المولى أبو عبد الله الحسين عليهالسلام ذكرى جميلة عن خاتم جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أعطى النبي صلىاللهعليهوآله علياً عليهالسلام خاتماً لينقش عليه «محمد بن عبد الله» فأخذه أمير المؤمنين عليهالسلام فأعطاه النقاش فقال له : انقش عليه «محمد بن عبد الله» ، فنقش النقاش عليه «محمد رسول الله».
فجاء أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : ما فعل الخاتم؟
فقال : هو ذا.
فأخذه ونظر إلى نقشه فقال : ما أمرتك بهذا!
قال : صدقت ، ولكن يدي أخطأت.
فجاء به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ما نقش النقاش ما أمرت به ، وذكر أنّ يده أخطأت ، فأخذه النبي صلىاللهعليهوآله ونظر اليه فقال : يا علي أنا محمد بن عبد الله وأنا محمد رسول الله ، وتختم به.
فلما أصبح النبي صلىاللهعليهوآله نظر إلى خاتمه فاذا تحته منقوش «علي ولي الله» ، فتعجب من ذلك النبي صلىاللهعليهوآله فجاء جبرئيل عليهالسلام فقال : كان كذا وكذا.
فقال : يا محمد كتبت ما أردت وكتبنا ما أردنا (١).
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٧٠٥ المجلس ٤١ ح ٢ ، البحار ٤٠ / ٣٧ باب ٩١ ح ٧٢.