بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة ، كما جعل ذلك لجعفر بن أبي طالب ، فقامت تحمل بشرى الأبد والسعادة الخالدة (١).
لقد كان أبو الفضل العباس آية بارعة في الجمال ، وقد لقّب بقمر بني هاشم لروعة بهائه وجمال طلعته ، وكان متكامل الجسم ، قد بدت عليه آثار البطولة والشجاعة ، ووصفه الرواة بأنه كان وسيماً جميلاً ، يركب الفرس المطهم ورجلاه يخطان في الارض.
وكان حبّه قد استوعب قلب أمه الحنون الزكية ، فكان عندها أعزّ من الحياة ، وكانت تخاف عليه وتخشى من أعين الحساد من أن تصيبه بأذى أو مكروه ، وكانت تعوّذه بالله وتقول هذه الأبيات :
أعيذه بالواحد |
|
من عين كلّ حاسد |
قائمهم والقاعد |
|
مسلمهم والجاحد |
صادرهم والوارد |
|
مولدهم والوالد (٢) |
وكان من شدّة حبّ أبيه له أن قبلّ يديه تعبيراً عن مستوى عواطفه ومقدار ما إحتله الولد من قلب والده ، تماماً كما كان يفعل النبي صلىاللهعليهوآله مع الصديقة الطاهرة بضعته ، حيث كان يقبّل يدها ويقوم لها ويجلسها مجلسه.
كنّى سيدنا العباس «أبي الفضل» وروى : إنّما كنّي بذلك لأن له ولداً اسمه الفضل.
__________________
(١) قمر بني هاشم (للمقرم) : ٢٠.
(٢) العباس رائد الكرامة (للقرشي) : ٣٦ ، عن المنمق في أخبار قريش : ٤٣٧.