وفي اللهوف : وصاح شمر بأعلى صوته : أين بنو أختنا؟ أين العباس واخوته؟
فأعرضوا عنه فقال الحسين عليهالسلام : أجيبوه ولو كان فاسقاً.
قالوا : ما شأنك وما تريد؟
قال : يا بني أختي أنتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير ... يزيد.
فقال العباس : لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ، وتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء (١).
وفي عشية اليوم التاسع من المحرم نادى عمر بن سعد : يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري ، فركب الناس حتى زحف نحوهم بعد العصر ، والحسين عليهالسلام جالس أمام بيته محتبياً بسيفه ، إذ خفق برأسه على ركبتيه ، فسمعت أخته الضجة ، فدنت من أخيها فقالت : يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت ، فرفع الحسين عليهالسلام رأسه فقال : إنّي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله الساعة في المنام فقال لي : إنّك تروح الينا ، فلطمت أخته وجهها ونادت بالويل.
فقال لها الحسين عليهالسلام : ليس لك الويل يا أخيه اسكتي رحمك الله.
ثم قال له العباس بن علي عليهالسلام : يا أخي أتاك القوم.
فنهض ثم قال : يا عباس ـ اركب بنفسي أنت يا أخي ـ حتى تلقاهم وتقول لهم : مالكم وما بدالكم وتسألهم عما جاء بهم ، فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارساً ، فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر.
فقال لهم العباس : ما بدالكم وما تريدون؟
__________________
(١) ابن نما : ٢٨ ، مقتل الحسين عليهالسلام (للمقرم) : ٢٠٩.