البحث
البحث في امّ البنين عليها السلام النّجم الساطع في مدينة النبيّ الأمين
قالوا : قد جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم.
فقال : فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم.
فوقفوا وقالوا : ألقه فاعلمه ثم القنا بما يقول لك.
فانصرف العباس راجعاً يركض إلى الحسين عليهالسلام يخبره الخبر ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم ويعظونهم ويكفونهم عن قتال الحسين عليهالسلام ، فجاء العباس إلى الحسين عليهالسلام فأخبره بما قال القوم فقال عليهالسلام : ارجع اليهم ، فان استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة ، وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أنّي قد كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار.
فمضى العباس إلى القوم ، ورجع العباس واستمهلهم العشية ، فتوقف ابن سعد وسأل من الناس ، فقال عمرو بن الحجاج : سبحان الله لو كانوا من الديلم وسألوك هذا لكان ينبغي لك أن تجيبهم اليه.
فبعث عمر بن سعد إلى الحسين عليهالسلام يقول : إنّا قد أجلناكم إلى غد فان استسلمتم سرحناكم إلى أميرنا عبيد الله بن زياد وإن أبيتم فلسنا تاريكيكم ... (١).
حارس خيام الحسين عليهالسلام :
في معالي السبطين عن فخر المخدرات زينب عليهاالسلام قالت : لما كانت ليلة عاشوراء من المحرم خرجت من خيمتي لأتفقد أخي الحسين عليهالسلام وأنصاره ، وقد أفرد له خيمة ، فوجدته جالساً وحده يناجي ربّه ويتلوا القرآن ، فقلت في نفسي : أفي مثل هذه الليلة يترك أخي وحده ، والله لأمضين أخوتي وبني عمومتي وأعاتبهم بذلك.
فأتيت إلى خيمة العباس فسمعت منها همهمة ودمدمة ، فوقفت على ظهرها فنظرت فيها فوجدت بني عمومتي وأخوتي وأولاد اخوتي مجتمعين كالحلقة
__________________
(١) الارشاد (للمفيد) : ٢٣٠ ، مقتل الحسين عليهالسلام (للمقرم) : ٢١١.