و «الألف» فيبقيان بلفظ واحد مع المعدود المذكّر والمؤنّث ، فتقول : «جاء ألف رجل وألف امرأة» ، و «جاء مئة رجل ومئة امرأة». فالعدد «ألف» فاعل «جاء» مرفوع بالضّمّة وهو مضاف «رجل» مضاف إليه مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه تمييز العدد. ويجوز إضافة العدد المفرد إلى المائة فتقول : ثلاثمائة.
٣ ـ والمفرد من «ثلاثة» إلى «عشرة» فالعدد يخالف معدوده تذكيرا وتأنيثا أي إن كان المعدود مذكرا فالعدد يجب تأنيثه ، وإن كان مؤنثا فالعدد يجب تذكيره أما المعدود أي : تمييز العدد فيجب أن يكون جمعا مجرورا ، مثل : جاء ثلاثة رجال.
أمّا إذا كان العدد مضافا إلى مستحقّه ملكا أو انتسابا فلا يسمّى تمييزا مثل : «هذه خمسة سمير».
وقد يكون المميّز غير جمع كأن يكون اسم جمع «كقوم» و «رهط» ؛ و «كنحل» و «ثمر» من أسماء الجنس. فالأسماء هذه تكون مجرورة بحرف الجر «من» ، فتقول : «جاء خمسة من القوم» و «تقدم أربعة من الرّهط» و «طار خمسة من النّحل» و «دخل خمسة من البقر إلى الحظيرة».
وقد تكون هذه الأسماء مجرورة بالإضافة ، كقوله تعالى : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ)(١) وكقول الشاعر :
ثلاثة أنفس وثلاث ذود |
|
لقد جار الزّمان على عيالي |
والأكثر في المميّز أن يكون جمع تكسير ، مثل : «جاء ثلاثة رجال». وقد يكون جمع مذكّر سالما أو جمع مؤنّث سالما ، مثل : «جاء ثلاثة صالحين وأربعة زاهدين» و «جاءت ثلاث فتيات وأربع بنات» و «قطفت سبع سنبلات» ، وقد يعدل عن جمع التكسير إلى جمع التصحيح أي : المذكر السالم أو المؤنث السالم مراعاة للجوار ، كقوله تعالى : (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ)(٢) فروعي لفظ «بقرات» في كلمة «سنبلات» بدل «سنابل» لمراعاة الجوار.
وإذا كان العلم المذكّر ، أي : تمييز العدد ، مؤنث اللّفظ جاز تذكير العدد وتأنيثه ، مثل : «جاء ثلاث طلحات ، أو ثلاثة طلحات». ومن الأفضل مراعاة اللفظ وتذكير العدد وإذا كان المعدود مما يذكّر ويؤنث ، جاز تذكير العدد وتأنيثه ، مثل : «جاء ثلاثة من البقر أو ثلاث من البقر».
وإذا ميّز العدد بكلمتين ، إحداهما للمذكّر والثانية للمؤنّث روعي في تأنيث العدد وتذكيره السّابق منهما ، مثل : «رأيت ستة تلاميذ وتلميذات وسبع فتيات وفتيان».
وإذا كان المعدود متقدما على العدد فيجوز تذكير العدد وتأنيثه مع المعدود ، مثل : «جاءت تلميذات ثلاث أو ثلاثة» و «رأيت تلميذات ثلاثا أو ثلاثة».
وإذا كان العدد «اثنان» أو «مائتان» متقدما على المعدود فله أن يعرب ، حسب ما تقتضيه الجملة ، إعراب الملحق بالمثنى مثل : «اثنان لا يرحمان : المرض والفقر». «اثنان» مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنّى وكقوله تعالى : (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)(٣) «مائتين» مفعول به
__________________
(١) من الآية ٤٨ من سورة النمل.
(٢) من الآية ٤٣ من سورة يوسف.
(٣) من الآية ٦٦ من سورة الأنفال.