منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
بينما تعرب «مائة» اسم «يكن» مرفوعا بالضمة الظاهرة على آخره. ومثل : «إن اثنين من رفاقنا هاجرا إلى أميركا» ؛ «اثنين» : اسم «إنّ» منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى. فالعدد بصيغة المثنّى يخضع لحكم المثنى. أما المائة فتخضع لحكم المفرد وكذلك الجمع مثل : «حكم بلادنا العثمانيّون مئات السّنين» «مئات» ظرف منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
ملاحظات
١ ـ في تذكير العدد وتأنيثه مع المعدود الجمع ، يجوز مراعاة المفرد ، فتقول : «ثلاثة اصطبلات» ، «وثلاثة حمّامات» ، «وثلاث حمامات» ويجوز أن لا يراعى لفظ الجمع ، ولا يعتبر حال الواحد ، فتقول : «ثلاث طلحات» ولا حال المعنى فتقول : «ثلاثة أشخص» بل ينظر إلى ما يستحقه المفرد باعتبار ضميره ، كقول الشاعر :
فكان مجنّي دون من كنت أتّقي |
|
ثلاث شخوص كاعبان ومعصر |
٢ ـ يضاف العدد المفرد إلى معدوده إذا كان جمع كثرة مثل : «ثلاث جوار» و «خمسة رجال» «وستة دراهم» ، أو إذا كان جمع قلّة كقوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(١) ومثل : «ثلاثة شسوع» «قروء» وشسوع جمع قلة لأن الجمع «أقراء» و «شساع» قليل الاستعمال.
٣ ـ قد تضاف المئة إلى الجمع ، والقياس أن تضاف إلى المفرد ، كقوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ)(٢) وكقوله تعالى : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ)(٣) أما إضافتها إلى الجمع فكقوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ)(٤) أو كقول الشاعر :
إذا عاش الفتى مائتين عاما |
|
فقد ذهب اللّذاذة والفتاء |
فقد ميّز فيه بعد المائة بمفرد منصوب.
٤ ـ يسمّى العدد ما بين الثلاثة إلى التسعة النّيف. فتقول : نيف وعشرون أي : ثلاثة وعشرون ، أو خمسة وعشرون. وربما أيضا الواحد والاثنان هما أيضا من النّيف أي : الواحد والعشرون والخمسة والعشرون والإثنان والعشرون كلّها من النّيف. وثلاثة عشر وستة عشر. فالأعداد : الواحد والخمسة والاثنان كلها من النّيف.
العدد ومشتقاته
يقال : «كان القوم وترا فشفعتهم شفعا» ، «وكانوا شفعا فوترتهم وترا» ويقال : «ثلثت القوم وأثلثهم ثلثا» : إذا كنت لهم ثالثا. ويقال : «كانوا ثلاثا فربعتهم» ، أي : صرت رابعهم ، و «كانوا أربعة فخمستهم» ... إلى العشرة. وعلى وزن «يفعل» ، تقول : يثلث ويربع ويخمس ويسدس ... إلى العشرة ؛ وإذا أخذنا الثّلث من المال قلت : ثلثتهم ثلثا ، وفي الرّبع ربعتهم ، وفي الخمس خمستهم ... إلى العشر. وعلى وزن «يفعل» تقول : يثلث ويخمس ... إلى العشرة إلا ثلاث كلمات فهي على وزن «يفعل» وهي : يربع ويسبع ويتسع.
__________________
(١) من الآية ٢٢٨ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ٢ من سورة النور.
(٣) من الآية ٩٦ من سورة البقرة.
(٤) من الآية ٢٥ من سورة الكهف.