عسى
هي من الأفعال التي تدل على التّرقّب والأمل في تحقيق الخبر.
أحكامها :
١ ـ أنها جامدة في الصّيغة ، ماضية في اللّفظ ، ناسخة تدخل على المبتدأ والخبر الصالحين لقبول دخول النّواسخ عليها ، مثل : «عسى السّلام أن يتمّ».
وهي لا تدخل على المبتدأ الذي له حقّ الصّدارة ، ولا على المبتدأ الذي يجب حذفه وخبره نعت مقطوع على الرّفع ، ولا على كلمات معيّنة لا تقع إلا مبتدأ في الأمثال ، مثل : «ما أحسن الدّين والدّنيا إذا اجتمعا» ولا على المبتدأ بعد «لولا» أو بعد «إذا» الفجائيّة ، فلا تقول : «دخلت الصف فإذا عسى الطلاب ينتظرونني» لأنّ الناسخ «عسى» لا يدخل بعد «إذا» الفجائيّة. ولا تقول : «مررت بزيد التاجر عسى المسكين» لأنّها لا تدخل على النّعت المقطوع ، ولا تقول : «عسى من يدرس ينجح» لأن الناسخ «عسى» لا يدخل على الأدوات التي لها حقّ الصّدارة ، و «من» : اسم شرط.
٢ ـ الأغلب في خبرها أن يكون مضارعا مسبوقا بـ «أن» ، وفاعله ضميرا مستترا غير أنه يجوز في خبر «عسى» أن لا يكون مسبوقا بـ «أن» ، كما يجوز أن يكون اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير يعود إلى اسمها ، مثل : «عسى الرّخاء أن يتحقّق» ومثل : «عسى الله أن يأتي بالفرج» ، ومثل : «عسى الوئام أن يتحقّق» ، «الوئام» اسم «عسى» مرفوع ، و «أن» وما بعدها في تأويل مصدر منصوب خبر «عسى» ، ومثل «عسى الحرب أن تخمد نارها».
٣ ـ يجب تقديم «عسى» على معموليها ، فلا يتقدّمان عليها ولا يتقدم أحدهما عليها.
٤ ـ يجب تأخير الخبر المقرون بـ «أن» على اسمها ، مثل : «عسى الحرب أن تخمد».
٥ ـ يجوز حذف خبرها إذا دلّ عليه دليل ، مثل : «عسى الغوير أبؤسا». «الغوير» : تصغير «غار». وهو اسم عسى. «أبؤسا» إما أن يكون خبر «يصير» المحذوفة ، أو مفعولا مطلقا لفعل محذوف والتّقدير : يبأس أبؤسا. والجملة من يبأس أبؤسا خبر «عسى».
٦ ـ الأغلب في أفعال الرّجاء أن تكون ناقصة ، أما «عسى» فيجوز أن تكون تامّة بشرط أن يليها المضارع المسبوق بـ «أن» الذي يؤوّل مع «أن» بمصدر يقع فاعلا لها. وتلزم صورة واحدة مهما تغيّر الاسم السابق الثابت أمام النّاسخ ، مثل : «الرجل عسى أن يذهب» ، «الفتيات عسى أن يأتين» ، و «الفتاتان عسى أن تحضرا» ، و «الأولاد عسى أن يذهبوا» ويعرب هذا المثل الأخير كالآتي : «الأولاد» : مبتدأ مرفوع. «عسى» : فعل ماض تامّ من أفعال الرّجاء. «أن» حرف مصدري ونصب. «يذهبوا» مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. و «الواو» فاعل «يذهبوا» و «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع فاعل «عسى» التامّة. والجملة هي خبر المبتدأ.
٧ ـ إذا كانت «عسى» ناقصة فيجب أن يكون اسمها ضميرا متصلا مطابقا للاسم السابق عليها ، او أن يكون اسما ظاهرا متأخرا عن المضارع ، وخبرها المصدر المؤوّل من «أن» والمضارع ، مثل : «الطالبان عسيا أن ينجحا» ويعرب على الوجه الآتي : «الطالبان» : مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى ، «عسيا» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح