النون في «إنّ». و «هذين» بالياء الساكنة وهي اسم «إنّ» منصوب بالياء لأنه مثنّى. جريا على القاعدة. ومنها «إن» المخفّفة من «إنّ» فأهملت ، «هذان» بالألف رفعت على أنها مبتدأ مرفوع بالألف ، أو مبني على الألف في محل رفع.
«لساحران» : خبر مرفوع بالألف لأنّه مثنّى.
ومنها ، «إنّ» مشددة وبعدها «هذان» اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
ومنها «إن» بمعنى «نعم» لا تعمل ، ومثل ذلك قول أحدهم : «لعن الله ناقة حملتني إليك» فأجيب : إنّ وراكبها. أي : نعم وراكبها. «إنّ» بمعنى : «نعم» لا تعمل وتكون «هذان» : مبتدأ مرفوع بالألف.
«لساحران» خبر لمبتدأ محذوف تقديره : لهما ساحران. لأن لام الابتداء لا تدخل على الخبر.
والجملة «لهما ساحران» خبر المبتدأ الأول.
ومنها «إنّه» بدلا من «إنّ» «فالهاء» اسم «إنّ».
«هذان» مبتدأ أوّل «لهما ساحران» جملة اسميّة في محل رفع خبر المبتدأ الأول. والمبتدأ الأول مع خبره هو خبر «إنّه» ثم حذف ضمير الشأن «الهاء» وحذف المبتدأ الثاني (هما). ومنها ، أن «هذا» مفرد ومثنّاه «هذان» فاجتمع «ألفان» فوجب حذف أحدهما منعا من التقاء ساكنين. فإذا حذفت ألف «هذا» تبقى «ألف» المثنى التي تقلب «ياء» في النصب والجر. وإذا حذفت «ألف» التثنية بقيت «ألف هذا» ولم يتغيّر لفظها وبما أن «هذا» مبنيّة في المفرد فتبقى مبنيّة في المثنّى.
ملاحظات : الأصل في نون المثنّى أن تكون مكسورة سواء أكان المثنّى في حالة الرفع ، مثل : «جاء المعلّمان» ، أو في حالة النّصب ، مثل : «رأيت المعلّمين» ، أو في حالة الجرّ ، مثل : «سلّمت على المعلّمين».
وقد تفتح هذه النون ، بعد الياء في حالة النصب وفي حالة الجر ، ولا يكون ذلك إلّا لغة من لغات العرب ، كقول الشاعر :
على أحوذّيين استقلّت عشيّة |
|
فما هي إلّا لمحة وتغيب |
فتحت «النون» في المثنّى «أحوذيّين» لغة.
وكان الأصل أن تكون مكسورة ولا نستطيع أن نقول : إنها مفتوحة لضرورة الشعر ، لأن البيت يستقيم وزنه بالفتح والكسر. وقد فتحت في هذا البيت في حالة الجر. وتفتح أيضا في حالة النصب ، مثل :
أعرف منها الجيد والعينان |
|
ومنخران أشبها ظبيانا |
في هذا البيت فتحت «نون» «العينان» وهو اسم منصوب لأنه مفعول به ، وهذا الفتح وقع بعد «الألف» ، على لغة من يلزم «الألف» في المثنى في حالة الرّفع والنّصب والجرّ ، وتكون علامة نصب المفعول به الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر. ومثلها «ظبيان». أمّا نون «منخران» فقد كسرت على الأصل أمّا نون الجمع فهي في الأصل مفتوحة وقد تكسر كقول الشاعر :
عرفنا جعفرا وبني أبيه |
|
وانكرنا زعانف آخرين |
حيث كسرت نون «آخرين» وكان حقّها أن تكون مفتوحة.
وقد تضمّ نون المثنى بعد الألف ، كقول بعض العرب : «هما خليلان» وكقول الشاعر :
يا أبتا أرّقني القذّان |
|
فالنّوم لا تألفه العينان |
وفيه «القذّان» و «العينان» وكلاهما في حالة