لأنّه مثنى. وثبوت النون في المضارع المجرّد عن النواصب والجوازم وكل ما يوجب بناءه ، كقوله تعالى : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) «يؤمنون» : مضارع مرفوع بثبوت النون.
٢ ـ ينوب عن الفتحة الكسرة في جمع المؤنث السالم في حال النصب كقوله تعالى : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ)(٢).
«مسلمات» صفة لـ «أزواجا» منصوبة بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنّها جمع مؤنث سالم ومثلها الصفات : «مؤمنات ، قانتات ، تائبات» ، و «الألف» في الأسماء السّتّة ، مثل : «إنّ أباك لمن قوم كرام» ، «أباك» : اسم «إنّ» منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. و «الياء» في المثنى وجمع المذكر السالم في حالة النصب مثل : «إنّ المعلمين يحبون المجتهدين» «المعلمين» : اسم «إن» منصوب بالياء لأنه مثنى. «المجتهدين» : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
وحذف النون في المضارع المنصوب كقوله تعالى : (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ)(٣) «ليأكلوا» : مضارع منصوب «بأن» المضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
٣ ـ عن الكسرة. ينوب عنها الفتحة في الممنوع من الصرف كقوله تعالى : (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ)(٤) «محاريب» اسم مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصّرف ومثله «تماثيل». والياء في المثنّى وجمع المذكّر السّالم في حالة الجرّ كقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)(٥).
«للمتقين» : اسم مجرور بـ «الياء» لأنّه جمع مذكر سالم ، ومثل : «للمعلمين أمل في نجاح الطلاب» المعلمين اسم مجرور بـ «الياء» لأنه مثنى.
علامات البناء
اصطلاحا : هي العلامات الأساسيّة ، أو ما ينوب عنها ، التي تفيد في الدّلالة على ألقاب البناء. والبناء هو ضد الإعراب أي : لزوم آخر الكلمة على حالة واحدة لفظا وتقديرا. وهذه العلامات على نوعين : علامات البناء الأصليّة وعلامات البناء الفرعيّة.
علامات البناء الأصليّة
هي العلامات الأصلية التي تفيد في الدلالة على ألقاب البناء. وتسمّى أيضا : حركات البناء الأصليّة. والبناء تشترك فيه الأفعال والأسماء والحروف وألقاب البناء هي : البناء على السكون ، والبناء على الفتح ، والبناء على الكسر ، والبناء على الضم.
أوّلا : المبني على السكون ـ هو الفعل المضارع المتصل بنون الإناث كقوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ)(٦) وكقوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ)(٧) فالفعلان «يتربّصن» و «يرضعن» مبنيّان على السكون وظاهرهما أنهما
__________________
(١) من الآية ٢٠ من سورة الانشقاق.
(٢) من الآية ٥ من سورة التحريم.
(٣) من الآية ٣٥ من سورة يس.
(٤) من الآية ١٢ من سورة سبأ.
(٥) من الآية ٤٨ من سورة المائدة.
(٦) من الآية ٢٢٨ من سورة البقرة.
(٧) من الآية ٢٣٣ من سورة البقرة.