فإني وقفت اليوم والأمس قبله |
|
ببابك حتى كادت الشّمس تغرب |
فكلمة «الأمس» معطوفة على «اليوم» ويجب أن تكون منصوبة بالفتحة لأنها معربة إذ دخلتها «أل». أما وقد ظهرت عليها الكسرة فإما أن تكون مبنيّة على الكسر في محل نصب أو أن يكون منصوبا بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها تقدير «في» محذوفة والتقدير : في اليوم وفي الأمس. كقوله تعالى : (فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) «بالأمس» : مجرور بالكسرة الظاهرة وهي كسرة إعراب لا كسرة بناء بسبب اقترانها بـ «أل».
رابعا ـ المبني على الضم : ويبنى على الضّم :
١ ـ ما قطع عن الإضافة لفظا من الظروف المبهمة مثل : «قبل» ، «وبعد» ، وأسماء الجهات «قدّام» و «أمام» ... كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(١) أي : من قبل الأمر ومن بعده.
فحذف المضاف إليه في اللفظ فقط ونوى معناه.
وكقول الشاعر :
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل |
|
على أيّنا تأتي المنيّة أوّل |
بني الظرف المبهم «أوّل» على الضم لأنّه قطع عن الإضافة لفظا لا معنى. وكقول الشاعر :
إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن |
|
لقاؤك إلّا من وراء وراء |
«وراء» ظرف مبهم مبني على الضّم لأنه قطع عن الإضافة لفظا لا معنى ، وكقول الشاعر :
ثمّ تفري اللّجم من تعدائها |
|
فهي من تحت مشيحات الحزم |
«تحت» ظرف مبهم مبني على الضم لأنه قطع عن الإضافة لفظا لا معنى ومثله :
لعن الإله تعلّة بن مسافر |
|
لعنا يشنّ عليه من قدّام |
حيث بني الظرف المبهم «قدّام» على الضم لأنه قطع عن الإضافة لفظا لا معنى. أما إذا قطع الظرف المبهم عن الإضافة لفظا ومعنى فيعرب مطلقا ، مثل :
فساغ لي الشراب وكنت قبلا |
|
أكاد أغصّ بالماء الزّلال |
وكقول الشاعر :
ونحن قتلنا الأسد أسد خفيّة |
|
فما شربوا بعدا على لذّة خمرا |
فالظرفان المبهمان «قبلا» و «بعدا» قطع كل منهما عن الإضافة لفظا ومعنى فنوّنا. وأعربا وليسا مبنيّين.
٢ ـ ويلحق بـ «قبل» و «بعد» كلمة «غير» إذا قطعت عن الإضافة لفظا لا معنى ، مسبوقة بـ «ليس» ، مثل : «قبضت عشرة ليس غير» حيث حذف ما أضيف إليه «غير» لفظا لا معنى ، والتقدير : ليس غير ذلك ما قبضت ، وبنيت «غير» على الضّم. ويلحق بالظرف المبهم أيضا كلمة «عل» إذا أريد بها علوّ معيّن كقول الشاعر :
ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة |
|
وأتيت نحو بني كليب من عل |
حيث بنيت كلمة «عل» على الضم لأنه حذف المضاف إليه لفظا لا معنى. والتقدير من فوقهم.
أما إذا دلّت «عل» على علوّ مجهول فيجب الإعراب كقول الشاعر :
__________________
(١) من الآية ٤ من سورة الروم.