استخدم علما في العربية مثل قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ)(١) «إبراهيم» و «إسماعيل» و «إسحق» و «يعقوب» أربع كلمات أعجميّة تستعمل علما في العربيّة ممنوعة من الصّرف لأن كلّا منها زائد على ثلاثة أحرف. ويعتبر بعض النّحاة أن العلم الأعجمي الثّلاثي يكون مصروفا ، مثل : «نوح» ، «لوط» ، «هود».
العلم بالغلبة
اصطلاحا : هو اسم ظاهره أنه معرّف بـ «أل» ، أو بالإضافة. وفي حقيقته أنه معرفة بعلميّة الغلبة ، مثل : «المصحف» و «الرّسول» و «المدينة» أي : المدينة المنوّرة. والمعرفة تدلّ على التّعيين.
وتختلف المعارف في درجة التعيين والتعريف فأقواها لفظ «الله» ثم ضمير المتكلم ، ثم ضمير المخاطب ، ثم العلم ، ثم العلم بالغلبة ، ثم ضمير الغائب ، ثم اسم الإشارة ، ثم المنادى ، ثم الموصول ، ثم المعرّف بـ «أل» ، ثم المضاف إلى معرفة.
تعدده : قد يتعدّد العلم بالغلبة. أي : يشترك في تسميته عدد كثير ، مثل : «ابن زيدون» ثلاثة لقّبوا بهذا الاسم : عبد الله بن أحمد بن غالب أبو بكر (الأب) ومحمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر الحفيد ، وأحمد بن عبد الله أبو الوليد الشاعر.
واثنان مسميان بابن خلدون ، الأول هو «ابن خلدون» هو عبد الرحمن محمد بن خلدون ، ولد ونشأ في تونس والثاني هو «ابن هانىء» هو محمد بن هانىء أبو القاسم الأندلسي. و «النّابغة» إثنان لقّبا بهذا الاسم الأول هو النّابغة الجعدي ، والثاني هو النّابغة الذّبيانيّ زياد بن معاوية ..
ينتهي نسبه إلى غطفان فمضر ، يكنى «بأبي أمامة» ابنته ، ويلقب «بالنابغة» لبراعته في الشعر. أما النّابغة الجعدي فهو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي أبو ليلى شاعر مفلق صحابيّ .. وسميّ النّابغة لأنه مكث ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله. وهذا الاشتراك يجعل الأعلام غامضة في دلالتها ويجعل المراد بها غير كامل فيجوز في هذه الحالة إضافتها إلى معرفة. فمن إضافة علم الشخص إلى معرفة القول : «جميل بثينة» و «قيس ليلى» و «يزيد سليم» ومثل :
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا |
|
ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر |
ومن إضافة العلم بالغلبة إلى معرفة ، القول : «أهلا بابن عمرنا العادل» ومثل : «مرحبا بابن عبّاسنا زعيم الشباب».
أحكامه : لأحكام العلم بالغلبة ما يفترق بها عن العلم الشخصي ، منها :
١ ـ أنّ «أل» التي في العلم بالغلبة قد صارت قسما مستقلّا من «أل» الزائدة اللّازمة ، أي : التي تلازم الاسم إذا دخلت عليه.
٢ ـ تحذف «أل» في العلم بالغلبة وجوبا عند النداء أو الإضافة ، مثل : «يا رسول الله إنّي أتبع سنّتك» ، ومثل : «يا نابغة أنشدنا شيئا من شعرك».
٣ ـ قد تدخل «أل» قليلا على العلم المركب تركيبا إضافيا ، مثل : «يا ليت ابن العباس كان في عصرنا». فكلمة «ابن» بمفردها هي معرفة لأنها تضاف دائما إلى معرفة ، ولكن العلم بالغلبة ، أي : الشهرة ، مجموع الكلمتين المضاف والمضاف إليه معا. فابن عباس اشتهر بهذا الاسم
__________________
(١) من الآية ١٦٣ من سورة النساء.