لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً ...)(١) ومن العامل اللفظي نعدّ أيضا المصدر والمشتقات التي تعمل عمل الفعل والمضاف ونواصب المضارع وجوازمه والنواسخ ... كقوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(٢).
أقسامه : العوامل اللفظيّة ثلاثة أقسام :
١ ـ الأفعال وتشمل : الأفعال التامّة ، الأفعال الناقصة ، أفعال المقاربة ، أفعال القلوب ، أفعال المدح والذّمّ.
٢ ـ الأسماء وتشمل : أسماء الشرط ، وأسماء العدد ، وأسماء الكناية ، وهي «كم وكذا وكأيّن» ، وأسماء الأفعال ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، والمصدر ، والمضاف ، والاسم التامّ الجامد الذي يدلّ على شيء من المقادير ، وينصب ما بعده على التمييز ، مثل : «حصدت محصول فدّان قمحا». فكلمة «فدان» تدلّ على مساحة ونصبت «قمحا» على التمييز.
٣ ـ الحروف ، وتشمل : حروف الجر ، والحروف المشبهة بالفعل ، و «لا» النافية للجنس ، و «ما» وأخواتها ، وحروف النّصب ، وحروف الجزم ، وحروف المضارع برأي الكوفيين ، وحروف النداء ، وواو المعيّة ، وحروف الاستثناء ، عند من يرى أنها هي العامل في النداء ، وفي نصب المضارع وفي نصب المستثنى.
العامل المعنويّ
هو الذي يكون غير ملفوظ به ولا مقدّرا ، ومع ذلك يوجب كون آخر الكلمة على وجه مخصوص من الإعراب ، كالعامل المعنويّ الذي يرفع المبتدأ عند رأي البصريين ، مثل قوله تعالى : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٣) «براءة» مبتدأ مرفوع بعامل معنويّ خبره شبه الجملة «إلى الذين». والمبتدأ هنا نكرة والمسوّغ له كونه موصوف بشبه الجملة «من الله».
ويجوز أن تكون «براءة» خبرا لمبتدأ محذوف تقديره «هذه براءة». والمضارع الذي يكون منصوبا بعد واو المعيّة أو فاء السببيّة بـ «أن» المضمرة فيكون ناصبه عاملا معنويا ، كقول الشاعر :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله |
|
عار عليك إذا فعلت عظيم |
«تأتي» مضارع منصوب بعامل معنويّ بعد «واو» المعيّة. وكذلك «عار» مبتدأ مرفوع بعامل معنوي خبره شبه الجملة «عليك» ، أو هو خبر المبتدأ محذوف تقديره : ذلك عار عليك ...
وكالمضارع المرفوع بعامل معنوي هو تجرّده عن الناصب والجازم وكل ما يوجب بناءه ، مثل : «ينام الطفل» فالفعل «ينام» مضارع مرفوع لأنه تجرّد من العوامل اللفظية أي : من الناصب والجازم وكل ما يوجب بناءه وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أقسامه : اختلف البصريّون والكوفيّون حول تعداد العامل المعنوي.
١ ـ رأى البصريّون أن العامل المعنوي واحد هو الابتداء.
٢ ـ رأى الكوفيّون أنّ العامل المعنويّ يشمل :
أ ـ الإسناد ، وهو عامل رفع الفاعل عند ابن معاوية الضّرير.
__________________
(١) من الآية ١٢ من سورة يونس.
(٢) من الآية ٧ من سورة التوبة.
(٣) من الآية الأولى من سورة التوبة.