وكقول الشاعر :
ولفوك أطيب ، لو بذلت لنا ، |
|
من ماء موهية على خمر |
وكقول الشاعر :
لم ألق أخبث ، يا فرزدق ، منكمو |
|
ليلا ، وأخبث بالنّهار نهارا |
حكم أفعل التفضيل المقرون بـ «أل» : إذا كان أفعل التفضيل مقرونا بـ «أل» وجبت مطابقته مع صاحبه في الإفراد والتّثنية والجمع والتّذكير والتّأنيث ، ولا تدخل «من» على المفضّل عليه مثال ذلك : «البنت الكبرى أقرب لوالدتها من الصّغرى» ، وكقوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) «الأصدقاء هم الأعلمون بما يعانيه أحدهم» ، ومثل : «الفتيات هنّ الفضليات» ..
و «الصديقان هما الأعلمان بما يجري» .. وأما قول الشاعر :
فهم الأقربون من كل خير |
|
وهم الأبعدون من كلّ ذمّ |
فقد دخلت «من» بعد أفعل التفضيل لكن وجودها ليس دليلا على التفضيل ، إنّما هي لتعدية الفعل «قرب» و «بعد» فتقول : أقرب من ... وأبعد من ...
٣ ـ إذا كان أفعل التفضيل مضافا يمتنع دخول «من» على المفضول ، ويجب أن يكون المضاف بعضا من المضاف إليه الذي يطابق صاحب «أفعل» في الإفراد والتّذكير ... مع بقاء «أفعل» مفردا مذكّرا ، مثل : «سمير أذكى المجتهدين» ومثل : «عقول العلماء أفضل عقول» و «هذان العالمان أحسن عالمين» ومثل :
وأحسن وجه في الورى وجه محسن |
|
وأيمن كفّ فيهمو كفّ منعم |
وإذا كانت صيغة «أفعل» مضافة إلى معرفة تجوز مطابقته أو عدمها مثل : «سميرة فضلى البنات» و «سمير أفضل الناس» ، «التلميذان أفضل الأصدقاء».
عمل أفعل التفضيل في ما بعده : يعمل أفعل التفضيل في ما بعده الرّفع والنّصب والجرّ ، ويتعلّق به الجارّ والمجرور. ولكلّ عمل منها بيانات عدّة.
بيانات الرفع : أفعل التفضيل كأحد المشتقات يعمل الرّفع بالضمير المستتر مطلقا ، مثل : «الكريم أفضل أخلاقا» ، و «الشريف أعلى مقاما» ، ويرفع أحيانا الضمير البارز ، مثل : «صادفت صديقا أفضل منه أنت». «أفضل» :نعت «صديقا» منصوب. «منه» جار ومجرور متعلق ب أفضل. «أنت» : ضمير منفصل في محل رفع فاعل «أفضل». وقد يرفع الاسم الظاهر وذلك إذا صحّ أن يحلّ محلّه فعل بمعناه بدون أن يؤدي ذلك إلى فساد في المعنى. وأكثر ما يكون ذلك إذا تقدم نفي أو شبهه على أفعل التفضيل ، مثل : «ما رأيت صديقا أكمل الإخلاص في صفاته منه في صفات المؤمن الصادق». أفعل التفضيل «أكمل» تقدمه «نفي» هو «ما». ويقع نعتا لـ «صديقا». «الإخلاص» فاعل «أكمل» ويصح أن يحلّ محله فعل بمعناه ، مثل : «ما رأيت صديقا أكمل الإخلاص منه في صفات المؤمن» ومثل : «لا تعاشر سفيها أحبّ إليه الشرّ منه إليك» ، «هل فتاة أحق بها الاحترام منه بالمجتهدة».
بيان النصب : ينصب أفعل التّفضيل التمييز