.................................................................................................
______________________________________________________
مقعده مني منذ ملكني أحد غيره ، قال : فنكس رسول الله صلّى الله عليه وآله رأسه مليا ، ثمَّ رفع رأسه الى السماء ، ثمَّ اقبل على الرجل فقال : يا هذا انه ليس من أحد الا وبينه وبين آدم تسعة وتسعين عرقا يضرب في النسب ، فاذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق ، تسئل الله الشبه لها ، فهذا من تلك العروق التي لم تدركها أجدادك ، خذي إليك ابنك ، فقالت المرأة : فرجت عني فرج الله عنك (١) (٢).
وروى محمّد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : ان الله عزّ وجلّ خلق للرحم أربعة أوعية فما كان في الأول فللأب ، وما كان في الثاني فللأم ، وما كان في الثالث فللعمومة ، وما كان في الرابع فللخئولة (٣).
وعن الصادق عليه السّلام : ان الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين آدم ثمَّ خلقه على صورة إحداهن ، فلا يقولن احد لولده هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من ابائي (٤).
(السادس) قد يجب اللعان إذا تحقق عدم التحاقه به ، كما إذا اعتزلها أكثر مدة الحمل ، أو جاء لأقل من ستة أشهر منذ دخوله لئلا يلحق بنسبة من ليس منه ، ينظر الى بناته ان كان ذكرا ، وينظر إليها ان كانت أنثى ، ويزاحم ورّاثه ، وكل ذلك حرام.
__________________
(١) قوله ص (تسعة وتسعون عرقا) لعل المعنى ان الأسباب والدواعي التي أودعها الله في الإنسان ممّا يورث اختلاف الصور من الافرجة والأغذية والأفعال الحسنة والقبيحة والأسباب الخارجة كثيرة ، فعدم المشابهة لا يوجب نفي النسب ، فلعل تلك الأسباب التي تهيأت لتصوير هذا الشخص لم يتهيأ لأحد من آباءه. ويحتمل أن يكون المراد بالعروق أسباب المشابهة بالإباء ، فالمراد بالأجداد الذين اتصل به خبرهم كما ورد في خبر أخر ان الله يجمع صورة كل أب بينه وبين أدم فيصوره مشابها لواحد منهم ، وعلى الأول يكون هذا الخبر محمولا على الغالب (مرات العقول ج ٢٠ ص ٤١٥).
(٢) الكافي : ج ٥ كتاب النكاح باب نوادر ص ٥٦١ الحديث ٢٣.
(٣) الكافي : ج ٦ كتاب العقيقة ص ١٧ الحديث ٢.
(٤) من لا يحضره الفقيه : ج ٣ (١٤٨) باب فضل الأولاد ص ٣١٢ الحديث ٢٣.