السلطان محمد خدا بنده ميرزا ولد السلطان المزبور المذكور في المسجد الجامع الكبير بهراة الى خدمة هذا الشيخ لاستماع الحديث وينقاد لا وامر هذا الشيخ ونواهيه بحيث لا يخالف أحد هذا الشيخ.
فأقام هذا الشيخ بهراة ثمان سنين على هذا المنوال مشتغلا بافادة العلوم الدينية واجراء الاحكام الشرعية واظهار الامور والاوامر الملية ، فتشيع لذلك خلق كثير ببركة أنفاسه قدس سره بهراة ونواحيه ، ودخل في مذهب الامامية حتى تطهر تلك الناحية عن لوث المخالفين ، وقد توجه الى حضرته الطلبة بل العلماء والفقهاء من الاطراف والاكناف من أهل ايران وتوران لاجل مقابلة الحديث وأخذ العلوم الدينية وتحقيق المعارف الشرعية.
ثم توجه هذا الشيخ بعد مدة من الزمان من هراة الى قزوين لا دراك خدمة السلطان المذكور بها ثانياً ، واسترخص من السلطان لزيارة بيت الله ولم يرخص ولده الشيخ البهائي ، ولذلك أمره باقامته هناك واشتغاله بتدريس العلوم الدينية فتوجه هذا الشيخ الى زيارة البيت ، ولما تشرف بزيارة البيت وزيارة المدينة رجع من طريق بحرين وأقام بتلك البلدة وتوطن بها ثم كتب الى ولده الشيخ البهائي المذكور ما معناه :
انك ان تطلب محض الدنيا تذهب الى الهند ، وان كنت تريد العقبى فلابد أن تجئ الى بحرين ، وان كنت لا تريد الدنيا ولا العقبى فتوطن ببلاد عراق العجم.
وبالجملة فقد أقام هذا الشيخ في بلاد بحرين واشتغل بتدريس العلوم الدينية برهة من الزمان الى أن توفي بها.