وكان للملاحم دورها في تحقيق أهداف كبرى يسعى إليها مَن يدرك أهميّة الشعر في حياة الانسان. وقد تحدث السيّد حسين بركة الشامي عن دور الملحمة في مقابلة إذاعية قائلاً : « أدركت من خلال تجربتي أن هناك تراجعاً في الشعر الملحمي أو أنّه أصبح هواية المتقاعدين من الشعراء. ولذلك أقدمت على هذه الملحمة التي بدأتها قبل أن أنضمّ إلى شعراء التقاعد بحياة الرسول وعصور الاسلام الأولى في ضوء الثابت والصحيح من التاريخ الاسلامي وقد تصل إلى خمسة آلاف بيتاً.
وهدفي من ملحمة « قوافل النور » التاريخية أن أقرّب الفجوة أو الفاصلة بين الماضي والحاضر ، وبين القديم والجديد وبين الشباب والشيوخ. فأجيالنا اليوم بحكم تطورات الأشياء بدأت تبتعد عن مصادر ومنابع الهوية ، والأصالة التاريخية فكانت قوافل النور ، اللغة ، والصورة ، والملحمة ، والإيقاع مفردات تقريبية لهذه الفاصلة خاصة بين شباب الهجرة ، الذين يتزايدون بشكل مضطرد بحكم الزمن ويواجهون صراع الهوية.
كما أنّني آمنت بأنّ الشاعر يستطيع أن يساهم في حقول معرفية عديدة كالتاريخ ، والاجتماع ، والسياسة ، والتربية ، والثقافة ، فنلاحظ أن هناك شعراء فقهاء ، فلاسفة ، وشعراء لغويين ، ومؤرخين ، وشعراء في مجالات ثقافية أخرى. فالشاعر لا يجب أن يبقى حبيس الصورة أو ملحقاً في عوالمه الحالمة وخيالاته الواسعة ». « انتهى »
ولهذا كانت شاعريته ذات قيمة وهدف
عندما عقد العزم على نظم سيرة الرسول الأكرم والعترة الطاهرة من أئمة الهدى ، وكبار علمائنا في ألفيته التي طبع منها أربعة أجزاء باسم « قوافل النور » وصدرت عن دار الإسلام بلندن ، لأنّ حركة الرسول الأكرم وعترته الطاهرة عليهمالسلام حركة هادفة ولها غاية مستقبلية لأنّ المستقبل هو المحرك لأي نشاط من النشاطات التاريخية ، على الانسان المسلم أن يعي تاريخه حتى تعود الدولة للمسلمين ، لأنّهم هم دون غيرهم الموعودون