بانتصار الحق ، ولهذا كان الوعي الإسلامي والفكر الإسلامي والإلتزام الإسلامي ضرورات ملحة للمسلمين حتى يمدّهم إسلامهم بأسباب المنعة والقوّة ، ويزودهم بالمعاني والصفات التي فقدوها من جراء تهاونهم في جلّ أمورهم ، ومنها الغفلة عن تاريخ العترة الطاهرة وحركة المصلحين عبر الزمن.
أراد السيّد الشامي أن يكتب تاريخ العترة الطاهرة منظوماً في شعر معبّر يحمل الهدف وجمال التعبير ليجعله وسيلة لحفظ التأريخ الهادف من حياة الأمّة ، بصورة تخلق من الواقعة التاريخية رقّة عبارة تقرب المفهوم بصورة لغوية مختلفة ، فجمال التشبيه الذي تقرأه في مواضع عدّة من الملحمة ، يترك في نفس القارىء أثراً ، قد لا يحدثه نص تاريخي مدون ، ففي نظمه لمعركة صفين مثلاً وعند تصويره لسيطرة جند الإمام عليهالسلام على نهر الفرات بعد أن منعهم جنود معاوية منه قال :
فانكشفت زمرة أهل الشام |
|
وابتسم الفرات للإمام (١) |
نجد أن عبارة « وابتسم الفرات للإمام » فيها تصوير دقيق للواقعة التاريخية يعكسه جمال النظم والصورة التشبيهية المعبرة التي تنقل ضيق الفرات بمن كان يحتل ضفافه ، فكأنّه كان يعيش حالة من الضيق والحزن ، وأن هذا الحزن وحالة الكآبة قد زالت بوصول جيش الإمام عليهالسلام حيث تحول الحزن إلى ابتسامة عريضة لإمام الأمّة ، وولي أمرها ، وقائدها إلى حياة كريمة تسعدها في الدارين.
إنّ موضوع الملحمة وجمال التعبير اللغوي فيها دفعني لدراستها ، وآثرت أن تكون هذه الدراسة لغوية أهدف منها بيان جمال اللغة ، وبيان مواطن ذات دلالات لغوية تناثرت في أبيات الملحمة. (*)
__________________
(١) القوافل : ٢ / ٥٥.
(*) لقد جاءت دراسة الدكتور طارق (حفظه الله) بعد صدور الاجزاء الخامسة فقط ولم تتناول بقية الاجزاء من الملحمة.