يضاف إلى ذلك عنصر زيادة آخر جاء بالتبعية مع تحقيق نفس الغرض « وجهلا » فالقيد هنا أوضح جانباً من الأجواء المحيطة بالرسول وأصحابه في عهد الرسالة الأوّل. وفي قوله عند الحديث عن أهل يثرب ومبايعتهم المعروفة :
وامتدت الدعوةُ نحو يثربِ |
|
فصافحت أكفها كفّ النبيّ |
وبايعته ثلة مقربة |
|
في موسم الحجيج عند العقبة (١) |
نجد أكثر من عنصر زيادة في البيت الثاني : أوّلها الزيادة بالوصف ، أو ما يعبرون عنه بقيد التبعية « ثلة مقربة » لأن هؤلاء هم الذين جاؤوا مع مصعب بن عمير سفير الإسلام الأوّل إلى يثرب قبل الهجرة المباركة إليها ، فالمبايعون ليسوا من عامّة الناس ، أو من العناصر غير الفاعلة في الواقع الاجتماعي المعاش في « يثرب » بل هم من المقربين الواعين لمقاصد الرسالة السماويّة.
والقيد الثاني بيان زمن البيعة الذي هو من ضرورات الواقعة التاريخية ، لأنّ التأريخ يستلزم تحديد الزمن لأي من أحداثه ولهذا جاء القيد « في موسم الحجيج » وهو وقت معروف معلوم عند العرب قاطبة. أمّا القيد الثالث فكان في بيان مكان البيعة « عند العقبة » لأن للمكان دوره في تصديق الواقعة التأريخية عند تحليل الرواية. ويمكننا. تحليل البيت على الشكل التالي :
__________________
(١) القوافل ١ / ٣٧.