قال : غداً إنّي سأعطي الرّاية |
|
إلى فتى يُعرف بالهداية (١) |
ففي البيت أكثر من عنصر زيادة ، وهي : زيادة الزمان « غداً » زيادة التأكيد « إنّ » و « السين » في « سأعطي » لأنّها تفيد الوعد بحصول الفعل ، فدخلوها على ما يفيد الوعد مقتضٍ لتوكيده وتثبيت معناه ، ومعنى « السين » أن ذلك كائن لا محالة.
وزيادة الوصف للفتى المعني بالبيت وهو الإمام علي ، جعلت أركان البيت تتكامل لأداء الغرض المقصود.
هذا ما سار عليه في مواضع العناية والاهتمام وهي عدّة في الملحمة منها حديث يوم الدار حين دعا الرسول الأكرم عشيرته ولم يبادر للمؤازرة غيرُ الإمام علي عليهالسلام :
فقال أنت يا علي بعدي |
|
خليفتي ووارثي في عهدي (٢) |
فقد أدخل عنصرين من عناصر الزيادة بين المسند إليه والمسند « يا علي بعدي » لتأكيد مضمون الخبر باعلان خلافة الإمام بعد الرسول وأضاف عنصر زيادة بالتبعية « ووارثي في عهدي » حيث تكامل بناء المعنى بهذه العناصر لتعطي النص بُعداً دلالياً لا يتحقق إلّا بهذه القيود ، لأنّ الأمر على درجة عالية من الأهمية لما له من أثر في مسيرة الدعوة الإسلامية ومستقبلها ، ولعل في التوافق الحاصل بين المسند إليه الضمير « أنت » وبيان أسلوب النداء « يا علي » الفاصل بين ركني الجملة ، ما يفيد التآلف اللغوي المطلوب في مثل هذه التراكيب الهادفة إلى تأليف المعاني العالية المضامين.
__________________
(١) القوافل : ٢ / ٧٤.
(٢) القوافل : ٢ / ٢٤.