ولكن توقّرها : بقَبْضِها عن كثير ممّا يحلّ لها ، وبسطها إلى كثيرٍ ممّا ليس عليها ، فإذا هي قد عُقِلَت وشُرّفت في العاجل وَجَبَ لها حُسنُ الثواب من الله في الآجل ).
[٦] وأمّا حقّ رِجْلِك :
ـ أن لا تمشي بها ما لا يحلّ لك. [ فبها تقف على الصراط فانظر أن لا تَزِلّ بك فتردى في النار ].
ـ ولا تجعلها مطيّتك في الطريق المستخفّة بأهلها فيها ، فإنّها حاملتُك وسالكةٌ بك مسلك الدين ، والسبق لك. ولا قوة إلّا بالله.
[٧] وأمّا حقّ بطنك :
ـ فأن لا تجعله وعاءً لقليل من الحرام ولا لكثير.
ـ وأن تقصدَ له في الحلال ، ولا تُخرجه من حدّ التقوية إلى حدّ التهوين وذهاب المروءة.
ـ وضبطه إذا هَمّ بالجوع والعطش.
ـ [ ولا تزيد على الشَّبَع ] فإنّ الشَّبَع المنتهي بصاحبه إلى التخم مَكسلةٌ ومَثبطة ومَقطعة عن كلّ برّ وكرم وإنّ الريّ المنتهي بصاحبه إلى السُّكر مَسخفةٌ ومَجهلة ومَذهَبة للمروءة ).
[٨] وأمّا حقّ فرجك :
ـ فحفظه ممّا لا يحلّ لك أن تُحصِنَه عن الزنا ، وتحفظه من أن يُنظر إليه والاستعانة عليه بغضّ البصَرَ ، فإنّه من أعون الأعوان ، وكثرة ذكر الموت ، والتهدّد لنفسك بالله والتخويف لها به. وبالله العصمة والتأييد ، ولا حول ولا قوّة إلّا به.