[ج] ثمَّ حقوق الأفعال
[٩] فأمّا حقّ الصلاة :
ـ فأن تعلم أنّها وفادة إلى الله ، وأنّك قائمٌ بها بينَ يدي الله ، فإذا علمتَ ذلك كنتَ خليقاً أن تقومَ فيها مقامَ العبد ، الذليل [ الحقير ] ، الراغب ، الراهب ، الخائف ، الراجي ، المسكين ، المتضرع وخشوع الأطراف ، ولين الجناح ، وحسن المناجاة له نفسه ، والطلب إليه في فكاك رقبتك التي أحاطت بها خطيئتك ، واستهلكتها ذنوبك.
ـ وتُقبل عليها بقلبك.
ـ وتقيمها بحدودها وحقوقها. ولا قوّة إلّا بالله.
[١٠] وحقّ الحجّ :
ـ أن تعلم أنّه وفادة إلى ربّك ، وفرارٌ إليه من ذنوبك ، وفيه قبول توبتك ، وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك.
[١١] وأمّا حقّ الصوم :
ـ فأنْ تعلم أنّه حجابٌ ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ، ليسترك به من النار ، فإن تركت الصوم خرقتَ سِتَر الله عليك.
( وهكذا جاء في الحديث : « الصوم جُنَّةٌ من النّار » فإنْ سكنتْ أطرافك في حجبتها رجوتَ أن تكون محجوباً ، وإن أنتَ تركتها تضطرب في حجابها ، وترفع جنبات الحجاب فتطّلعَ إلى ما ليس لها ، بالنظرة الداعية للشهوة ، والقوّة الخارجة عن حدّ التُّقْية لله ، لم تأمن أن تخرق الحجابَ وتخرجَ منه. ولا قوة إلّا بالله ).