[١٢] وأمّا حقّ الصدقة :
ـ فأنْ تعلم أنّها ذخرك عند ربك ، ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد [ عليها ] فإذا علمتَ ذلك كنتَ بما استودعته سِراً أوثق [ منك ] بما استودعته علانيةً ، وكنتَ جديراً أن تكون أسررت إليه أمراً أعلنته ، وكان الأمر بينك وبينه فيها سراً على كلّ حال ، ولم تستظهر عليه في ما استودعته منها بإشهاد الأسماع والأبصار عليه بها كأنّك أوثق في نفسك لا كأنّك لا تثق به في تأدية وديعتك إليك.
ـ وتعلم أنّها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا ، وتدفع عنك النار في الآخرة.
ـ ثمّ لم تمتَنَّ بها على أحدٍ ، لأنّها لك ، فإذا امتننتَ بها لم تأمن أنْ تكون بها مثل تهجين حالك منها إلى مَنْ مننت بها عليه ، لأنّ في ذلك دليلاً على أنّك لم تُرد نفسك بها ، ولو أردت نفسك بها لم تمتَنَّ بها على أحدٍ. ولا قوّة إلّا بالله.
[١٣] وأمّا حقّ الهَدْي :
ـ فأن تُخلِصَ بها الإرادة إلى ربّك ، والتعرُّض لرحمته وقبوله ، ولا تريد عيون الناظرين دونه ، فإذا كنت كذلك لم تكن متكلّفاً ولا متصنّعاً ، وكنت إنّما تقصد إلى الله.
[١٤] وأمّا حقّ عامّة الأفعال :
ـ واعلم أنَّ الله يُراد باليسير ، ولا يُراد بالعسير ، كما أراد بخلقه التَّيسير ولم يُرد بهم التَّعسير.
ـ وكذلك التذلّل أولى بك من التَّدَهقُن ، لأنّ الكُلفة والمؤونة في المتدهْقِنين ، فأمّا التذلُّل والتمسكن فلا كُلفة فيهما ، ولا مؤونة عليهما لأنّهما الخِلقة ، وهما موجودان في الطبيعة. ولا قوّة إلّا بالله.