ومن هذه المضامين العالية التعريف بعهد الإمام علي لمالك الأشتر ، ذلك العهد الذي يعد نهجاً متكاملاً لإدارة الحكم يستفاد من مفاهيمه الرسالية في كل عصر ومكان ، لقد أبرز هذا المعنى بقوله واصفاً للعهد :
وهو لعمري خيرُ عهدٍ كتبا |
|
ما زال للآن يثير العجبا (١) |
فقد استخدم عنصر الزيادة بالقسم « لعمري » وهو من درجات التوكيد العالية أعقبه بزيادة « ما زال » التي تفيد الاستمرار في عطاء العهد الى الوقت الحاضر ، وأنّه يدخل العجب في النفوس. وعلى هذا المنهج سار في توظيف النواسخ في مواضع عدّة ، منها :
قال عليّ : « املكوه عنَّي |
|
كي لا يضيع نسلُ طه منَّي » |
فإنه الوارث بعدي فيكمو |
|
في فتنةٍ مروعةٍ تأتيكمُ (٢) |
إشارة الى وصية الامام عليهالسلام بخلافة الامام الحسن عليهالسلام باستعمال عنصر التأكيد « إنّ » وزيادة « كان » في إشارته الى ابي الشعثاء يزيد بن زياد الكندي الذي جثا على ركبتيه بين يدي الإمام الحسين عليهالسلام :
وكان في معسكر الأعداءِ |
|
يزيدٌ الفحلُ ابو الشعثاءِ |
لمّا رأى ما فعل الأوغادُ |
|
مال إلى الحسين لا يذادُ |
ثم جثا بين يدِ الحسين |
|
يرمي سهاماً نقعت بالبينِ |
والسبط يدعو كان بالتسديد |
|
فما توانى القوس من يزيدِ (٣) |
__________________
(١) القوافل ٢ / ٢٤.
(٢) القوافل ٣ / ٢١.
(٣) القوافل ٤ / ٩٥.