وفي وصفه لأصحاب الحسين عليهالسلام وهو يؤدون صلاة الظهر معه يوم العاشر من محرّم ، استعمل عنصر زيادة بالتبعية ليعطي الصورة التي يستحقونها في ذلك الموقف الصعب بين جحافل الأعداء التي أغلقت عقولها وقلوبها على الانحراف عن خط الرسالة :
وقام للصلاة بالأبرارِ |
|
الخاشعين القلب للجبّارِ (١) |
أن هؤلاء الأبرار الذين يؤدون فريضة الصلاة تحت وابل من السهام ، هم الخاشعة قلوبهم لله الواحد الأحد « الجبار » فلا تأخذهم في الله لومة لائم ، ولا تثنيهم الصعاب مهما كانت ، بل الموت عندهم أمنية غالية يسعون إليها لنيل مرضاة الله جلّت قدرته ، وقد وفق السيد الشامي توفيقاً واضح المعالم في تصويره لهؤلاء الأبرار في هذا الموقف وغيره باستعماله لعناصر الزيادة المختلفة :
وهتف الحسينُ بالأصحاب |
|
لجنةٍ مفتوحةِ الأبوابِ |
فيها الرسولُ جَدُنا ينتظرُ |
|
قدومكم بلهفةٍ فاستبشروا |
قالوا نفوسنا لنفسك الفدا |
|
فإننا بين يديك الشهدا |
والله لا لن يصلوا حماكا |
|
ما نبضت عروقنا حراكا (٢) |
وهناك مواضع زيادة كثيرة في الملحمة وفق السيد الشامي في وضعها في الأبعاد الدلالية المطلوبة لإيضاح الوقائع التاريخية إيضاحاً يرفع اللبس والشبهات ، ويترك في النفس المفهوم الواعي لسيرة الأطهار ، الرسول وآله الطاهرين.
__________________
(١) القوافل ٤ / ٩٩.
(٢) القوافل ٤ / ١٠٠.