وأُميّة ، فابتزّونا حقّنا ، ولّيتم علينا تحتجّون بقرابتكم من رسول الله ، ونحن أقرب إليه منكم وأولى بهذا الأمر ، وكنّا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون ، وكان علي بن أبي طالب بعد نبيّنا بمنزلة هارون من موسى.
فقال لها عمرو بن العاص : كفّي أيّتها العجوز الضالّة ، وقصّري عن قولك مع ذهاب عقلك.
فقالت : وأنت يابن النابغة ، تتكلّم وأُمّك كانت أشهر بغيّة بمكّة ، وأرخصهنّ أُجرة ، وادّعاك خمسة من قريش ، فسألتْ أُمّك عنهم فقالت : كلّهم أتاني ، فانظروا أشبههم به فألحقوه به ، فغلب عليك شبه العاص بن وائل ، فألحقوك به.
فقال مروان : كفّي أيّتها العجوز ، واقصري لما جئتي له.
قالت : وأنت أيضاً يابن الزرقاء تتكلّم.
ثمّ التفتت إلى معاوية فقالت : والله ما جرّأهم عَلَيّ هؤلاء غيرك ، فإنّ أُمّك القائلة في قتل حمزة :
نحن جزيناكُم بيومِ
بدرِ |
|
والحربُ بعد الحربِ
ذات سعرِ |
ما كان لي في عُتبة
من صبرِ |
|
وشكرُ وحشي عَلَيّ
دهري |