أن يصنع لأهل الميت طعاماً ثلاثة أيّام» (١).
ورواية أبي بصير عنه عليهالسلام ، قال ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا الطعام عنه ثلاثة أيّام (٢) وغيرها (٣).
ويكره الأكل عندهم ، لما رواه الصدوق عن الصادق عليهالسلام ، قال الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية ، والسنة البعث إليهم بالطعام كما أمر به النبيّ صلىاللهعليهوآله في آل جعفر بن أبي طالب لما جاء نعيه (٤).
والظاهر أنّ المكروه هو الأكل عندهم إذا صار الأكل سبباً للمشقّة عليهم ، لأنّهم مشغولون بالمصيبة ، وقلوبهم منكسرة ، فلذلك جعلت السنة بعث الطعام إليهم ، وإلّا فلو دعوا أهل الطعام إلى الأكل معهم أو صار ذلك سبباً لُانسهم وتسليتهم ، أو كان ذلك إعانة في أكل أهل المصيبة أو نحو ذلك ، مثل أن يكون الطعام كثيراً ولا يمكن صرفه إلّا بأكل الغير عندهم ، فالظاهر عدم الكراهة.
وأما كراهة الإطعام لأهل المصيبة ، فلا دليل عليه ، مع أنّهم قد يضطرّون إلى ذلك لورود الناس عليهم من البعيد ، وانحصار الأمر في ذلك ، بل وتستحبّ وصيّة الإنسان ببعض ماله للمأتم كما رواه في الكافي من فعل أبي جعفر عليهالسلام (٥).
قال في الذكرى : ولو أنّه فوّض إلى غير أهله كان أنسب ، لاشتغالهم بمصابهم
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢١٧ ح ١ ، الفقيه ١ : ١١٦ ح ٥٤٩ ، المحاسن : ٤١٩ ح ١٩١ ، الوسائل ٢ : ٨٨٨ أبواب الدفن ب ٦٧ ح ١.
(٢) الكافي ٣ : ٢١٧ ح ٣ ، الفقيه ١ : ١١٠ ح ٥٠٩ ، المحاسن : ٤١٩ ح ١٨٩ ، الوسائل ٢ : ٨٨٩ أبواب الدفن ب ٦٧ ح ٥.
(٣) الوسائل ٢ : ٨٨٨ أبواب الدفن ب ٦٧.
(٤) الفقيه ١ : ١١٦ ح ٥٤٨ ، الوسائل ٢ : ٨٨٩ أبواب الدفن ب ٦٧ ح ٦.
(٥) الكافي ٣ : ٢١٧ ح ٤ ، الفقيه ١ : ١١٦ ح ٥٤٦ ، الوسائل ٢ : ٨٩٠ أبواب الدفن ب ٦٨ ح ١.