الثاني : تستحبّ سجدتا الشكر عقيب الصلاة شكراً على التوفيق لأدائها قال في التذكرة : إنه مذهب علمائنا خلافاً للجمهور (١).
ويدلّ على ذلك روايات كثيرة ، ففي صحيحة مرازم عن الصادق عليهالسلام ، قال : «سجدة الشكر واجبة على كلّ مسلم ، تتمّ بها صلاتك ، ويرضى بها ربّك ، وتعجب الملائكة منك ، وأنّ العبد إذا صلّى ثمّ سجد سجدة الشكر فتح الربّ تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة ، ويقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ، أدّى فرضي ، وأتمّ عهدي ، ثمّ سجد لي شكراً على ما أنعمت به عليه ، ملائكتي ماذا له عندي؟ قال ، فتقول الملائكة : يا ربّنا رحمتك ، ثمّ يقول الربّ تبارك وتعالى : ثمّ ماذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربّنا جنّتك ، ثم يقول الربّ تبارك وتعالى : ثمّ ماذا له؟ فتقول الملائكة : يا ربّنا كفاية مهمه ، فيقول الله تبارك وتعالى : ثمّ ماذا؟ قال : فلا يبقى شيء من الخير إلّا قالته الملائكة ، فيقول الله تبارك وتعالى : يا ملائكتي ثم ماذا؟ فتقول الملائكة : ربّنا لأعلم لنا ، قال ، فيقول الله تبارك وتعالى : أشكر له كما شكر لي ، وأُقبل إليه بفضلي ، وأُريه وجهي» (٢). وفي التهذيب : «وأُريه رحمتي» (٣). والأخبار في هذا الباب كثيرة (٤).
بقي الكلام في محلّهما ، قيل : يستحبّ جعلهما خاتمة للتعقيب (٥) ، ويمكن أن يستدلّ عليه بما رواه الصدوق في الفقيه مرسلاً ، قال : كان أبو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام يسجد بعد ما يصلّي ، فلا يرفع رأسه حتّى يتعالى النهار (٦).
__________________
(١) التذكرة ٣ : ٢٢٤.
(٢) الفقيه ١ : ٢٢٠ ح ٩٧٨ ، التهذيب ٢ : ١١٠ ح ٤١٥ ، الوسائل ٤ : ١٠٧١ أبواب سجدتي الشكر ب ١ ح ٥.
(٣) التهذيب ٢ : ١١٠ ح ٤١٥.
(٤) الوسائل ٤ : ١٠٧٠ أبواب سجدتي الشكر ب ١.
(٥) المدارك ٣ : ٤٢٤.
(٦) الفقيه ١ : ٢١٨ ح ٩٧٠ ، الوسائل ٤ : ١٠٧٣ أبواب سجدتي الشكر ب ٢ ح ١.