قوله : «ويكون فيها ضمير الشأن» أي يكون في «كان» الناقصة على أيّ معنى كانت من معنييها : ضمير الشأن مقدّرا ، فيرتفع المبتدأ والخبر بعدها ، منصوبة (١) المحل ، خبرا لكان ؛
وقال بعضهم : كان ، المضمر فيها الشأن تامة ، فاعلها ذلك الضمير ، أي : وقعت القصة ، ثم فسّرت القصة بالجملة ، والأوّل أولى ، لأنه لم يثبت في كلام العرب ضمير شأن إلا مبتدأ في الحال ، نحو : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٢) ، أو في الأصل كاسم «إنّ» ، وأوّل مفعولي ظننت ، نحو : انه زيد قائم ، وظننته : زيد قائم ؛
وتكون تامة بمعنى «ثبت» وقد تقدّم (٣) ما يرشدك إلى أن الناقصة ، أيضا ، تامّة في المعنى ، وفاعلها مصدر الخبر مضافا إلى الاسم ، فوزانهما وزان (٤) «علم» الناصبة لمفعول واحد ، وعلم ، الناصبة لمفعولين ، فهما بمعنى واحد ،
ونقل أن «كان» تجيء بمعنى : كفل ، وغزل (٥) ؛
قوله : «وزائدة» ، اعلم أن «كان» تزاد غير مفيدة لشيء ، إلا محض التأكيد ، وهذا معنى زيادة الكلمة في كلام العرب ؛ كقوله (٦) :
٧١١ ـ سراة بني أبي بكر تسامى |
|
على ، كان ، المسوّمة العراب (٧) |
__________________
= صحيح السرى ، أي غير جائر عن القصد ، وتشبيه الابل بالقطا التي تركت فراخها وهي خارجة من البيض. يراد به السرعة الزائدة ؛
(١) هكذا جاءت هذه الكلمة والمراد بها أن المبتدأ والخبر معا بعد كان : يصيران جملة منصوبة المحل ؛
(٢) أول آية في سورة الاخلاص ؛
(٣) في أول الباب ؛
(٤) أي تقديرها كتقدير علم ؛
(٥) في القاموس : يقال كان اليتيم كيانة أي كفله. وكان الغزل ، أي غزله ،
(٦) تمثيل لزيادة كان ، لا لمطلق الزيادة ؛
(٧) سراة : جمع سريّ وهو الكريم ، وتسامى أي تتسامى أي تتبارى. وقال البغدادي بعد أن شرح البيت : وهذا البيت مع شهرته وتداوله ، لم أقف له على خبر ؛