«كانوا» فيه ، ليست بزائدة ، كما ذهب إليه المبرّد ؛ وإنما قال ذلك لثبوت فاعلها ، و «لنا» خبرها ، أي : جيران كرام كانوا لنا ؛
وقال سيبويه (١) : هي زائدة مع الفاعل ، لأنه كالجزء منها ؛ والأوّل أولى ، لإفادتها ، معنى ، وعملها لفظا ،
ثم اعلم أن الزائدة ، والمجرّدة للزمان ، أعني غير العاملة ، لا تقعان أوّلا ؛ لأن البداية تكون باللوازم والأصول ، والمجرّدة للزمان كالزائدة ، فلا يليق بهما الصدر ، وتقعان في الحشو كثيرا ، وفي الأخير ، على رأي ، نحو قولك : حضر الخطيب ، كان ، ولا تزاد ، ولا تجرّد إلا ماضية ، لخفتها ، وقد أجاز أبو البقاء (٢) : زيادة مضارع «كان» في قول حسان :
٧١٥ ـ كأن سبيئة من بيت رأس |
|
يكون مزاجها عسل وماء (٣) |
على رواية رفع مزاجها ، وعسل وماء (٤) ؛
قوله : «وصار للانتقال» ؛ هذا معناها إذا كانت تامة ، كما تقدم ، ومعناها إذا كانت ناقصة : كان بعد أن لم يكن ، فتفيد ثبوت مضمون خبرها ، بعد أن لم يثبت ، ومعنى يصير : يكون بعد أن لم يكن ؛
قوله : «وأصبح وأمسى وأضحى ، لاقتران مضمون الجملة بأزمانها» ، هذه الثلاثة تكون ناقصة ، وتامة ، والناقصة بمعنيين : إمّا بمعنى «صار» مطلقا ، من غير اعتبار الأزمنة
__________________
(١) سيبويه ج ١ ص ٢٨٩ ؛
(٢) أبو البقاء : عبد الله بن الحسين الضرير. العكبري. صاحب الكلّيات وشارح ديوان المتنبي ، من أبرز العلماء توفي سنة ٦١٦ ه ؛
(٣) من قصيدة طويلة لحسان بن ثابت. مما قاله في الإسلام دفاعا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم والبيت من مقدمتها الغزلية وفيها وصف الخمر. على عادتهم ، وبعده ، وفيه خبر كأن :
على أنيابها أو طعم غضّ |
|
من التفاح هصّره اجتناء |
(٤) وروى برفع عسل وماء ونصب «مزاجها» على أنه خبر يكون فلا ضمير شأن في الكلام.